-A +A
إدريس الدريس
صحيح إذا قالوا رب ضارة نافعة، نعم، فقد فتحت حادثة مقتل جمال خاشقجي الباب لمستنفعين يتبطحون في القنوات وأعمدة الصحف المأجورة يلتّون ويعجنون وتأتي ملكة الأحضان خديجة جنكيز في مقدمة طابور المتكسبين. والواضح أن أخي جمال -يرحمه الله- لم يكن في أحسن حالاته البصرية حين اختار الخانو خديجه جنكيز صديقة له فالرجال دون أي مثاليات ينجذبون أولا وثانيا وعاشرا للمرأة الجميلة ثم إذا وقعوا في الشراك بحثوا عن بقية التفاصيل، أما خديجة فهي لا تملك من عناصر الاجتذاب شيئاً. ماعلينا، فهناك سيدات يعتبرن نساء في بطاقة الهوية فقط لكن الفرص تمنح لهن لتحقيق النجومية عبر تقمص وادعاء الأدوار الإنسانية والنسائية والحقوقية والدفاع عنها.

والقائمة في هذا الشأن تطول فهناك نوال السعداوي وتوكل كرمان وأخيرا خديجة جنكيز التي أصبحت بين ليلة وضحاها ضحية حزينة ما دفع كل من يراها إلى احتضانها وتقبيلها لتعويضها عن الجفاف العاطفي الذي تعانيه، وهي التي رفعت قميص خاشقجي في كل محفل وهامت به في كل واد حتى غدت هذه النكرة معروفة بسبب هذا التكسب الرخيص والانتهاز البائس لهذه الحادثة، لكن خديجة أيضاً لم تكن وحدها في هذه الملطمة البكائية فقد نافستها في ذلك قناة الجزيرة التي تدعي أنها قناة الرأي والرأي الآخر في حين أثبتت أنها قناة تشويه الوعي والرغي للآخر. أجل ففي حين تنشغل الجزيرة بخديجة جنكيز فإن العالم منشغل بالمقابل بما يحدث الآن في العراق البطل الذي يثور على الظلم ويسعى لقطع اليد المجوسية التي تعيث فساداً في أرض الرافدين فيما نجد قناة الجزيرة لا يعنيها هذا المد الشعبي والقومي المعارض لإيران بل لا يعنيها قمع الحرية هناك من خلال حجب الوسائط الحديثة وإغلاق كل وسائل التواصل هناك، فقناة الجزيرة لاهية تتمحك في قضية فردية شخصية للمدعية التركية ومنصرفة عن ثورة شعبية عربية تواجه التغول والتسلط الإيراني. إن حال الجزيرة وخديجة هو كما يصفه المثل المصري «جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح».


أخيراً نامي يا خديجة جنكيز وقري عيناً وخذي «بيق هق» في حضن رئيس تحرير واشنطن بوست وحضن كل رجل تلتقينه ثم اعلمي أن جمال خاشقجي قد رحمه الله فأنجاه منك.

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@