-A +A
خالد السليمان
مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنتظرة الأسبوع المقبل للرياض، يعود الحديث مجددا عن أهمية الخطوات التي اتخذتها السعودية لتعزيز علاقاتها مع روسيا بعد القطيعة التي نتجت عن الغزو السوفيتي لأفغانستان، وهي علاقة برهنت على أهميتها حالة التذبذب في التزامات دول غربية حليفة تجاه المملكة بسبب الحرب في اليمن أو بعض القضايا الحقوقية المختلف على تعريفها!

المملكة التي تواجه تحديات إقليمية كبرى تتعلق بأمنها وسلامة مواطنيها وأراضيها لا يمكن أن ترتهن لمزاجية العلاقات مع الحكومات الغربية وتعطيل تحقيق مصالحها في دهاليز وأروقة مؤسسات القرار الغربي في ما يتعلق بتلبية احتياجاتها التي تمكنها من الدفاع عن سيادتها ومصالحها وأمنها!


لذلك كان مهما جدا هذا الانفتاح على دول كروسيا والصين وكوريا الجنوبية لتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية، وتعزيز خيارات التسلح لدعم القدرات العسكرية السعودية لمواجهة التحديات الإقليمية المتفجرة!

كما أن إقامة علاقات طيبة ومتينة مع دولة كبرى كروسيا، التي تلعب اليوم دورا مؤثرا في أحداث المنطقة وتمتلك علاقات مؤثرة مع إيران، تمنح السياسة السعودية مرونة أكبر في تحقيق التوازنات التي تحفظ مصالحها وتدعم مواقفها، وتخفف الضغط الذي يمكن أن تمارسه بعض القوى السياسية في الدول الغربية على حساب المصالح السعودية!

سيجد الرئيس الروسي هذه المرة حفاوة أكبر على المستوى الشعبي، فقد بات السعوديون على قناعة من أن مصالح بلادهم ترتبط بالانفتاح على جميع الاتجاهات وليس الغرب وحده، لتحقيق مصالحهم وتعزيز قدراتهم في مواجهة عالم متغير يلف مستقبله الغموض والتوحش!