-A +A
محمد شنوان العنزي
تجاوز الهلال السد القطري في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا بفوز عريض قوامه أربعة أهداف مقابل هدف وعلى أرض المنافس، وهذا بلا شك أمر جيد ويحسم بنسبة كبيرة جداً مسألة التأهل إلى النهائي، فمباراة الإياب بالرياض يدخلها الهلال بفرص عدة وعلى أرضه وبين جماهيره.

- وصول الهلال إلى النهائي بات مسألة وقت لا أكثر من ذلك، ولكن السؤال الأهم والأكثر إلحاحاً «ماذا بعد نصف النهائي يا هلال؟»، بزعمي هنا كل الحكاية وهنا مربط الفرس وهنا زبدة الهرج التي تغني عن كثيره.


- فلدى الهلال والهلاليين «عقدة» أزلية من دوري أبطال آسيا لا سيما في النهائيات، وكلنا يتذكر قصة «سيدني» و«نيشيمورا» الشهيرة، ولن يتجاوز الهلال هذه «العقدة» بسهولة، لذلك عليه العمل أكثر ولا يركن كثيراً إلى نتائجه في البطولة لا سيما نصف النهائي.

- مشكلة الهلاليين أنهم لا يتعلمون من أخطاء الماضي، بل إنهم لا يستوعبون الدرس جيداً، لذلك في كل مرة تجد الصورة ذاتها تتصدر المشهد وتكون النهاية مؤلمة، مشكلة الهلاليين أنهم يناكفون جماهير الأندية الأخرى كلما شعروا أن قدمهم باتت بالنهائي، فبدلاً من الفرحة وبدلاً من العمل على تهيئة اللاعبين تجدهم ينصرفون إلى «التفاهات» إن جازت التسمية ويتركون الأمور المهمة التي تأتي بمقدمتها الهدوء والتركيز والبعد عن الشحن والمشاحنات لذلك هم يخسرون في المنعطف الأخير.

- لذلك على الهلاليين التركيز والهدوء وعدم شحن الفريق إذا رغبوا بالنهاية السعيدة، وأي نهاية، إنها «العالمية الحلم» التي سبقه إليها شقيقه الأكبر النصر قبل 19 عاماً، وشقيقه الكبير الآخر الاتحاد قبل 14 عاماً، وألا يطبق الحكمة الشهيرة «الأحمق يعطش وسط الماء»، فهلال الآن وسط الماء وعليه أن لا يعطش مجدداً ويرمي بالمقولة الشهيرة «العالمية صعبة قوية».

- نسيت أن أخبركم أن أحد أصدقائي الفلاسفة قال ذات يوم «القدم المنهكة قد تطأ جحر ثعبان»، فكل الحذر من ذلك أيها الهلاليون فقدمكم وهي تركض نحو العالمية لسنوات طويلة قد أصبحت منهكة تماماً. كونوا على حذر من الثعبان حتى لا تذهب أحلامكم أدراج الرياح.. وسلامتكم.