-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
ذرا للرماد في العيون، اكتفت حماس بإصدار «بيان خجول» تنتقد فيه احتضان الدوحة لوفد رياضي إسرائيلي يشارك في بطولة العالم لألعاب القوى، بعد أعوام من التقارب والدعم المالي بين «التنظيمين».

وعبر المتحدث باسم حماس حازم قاسم في بيان، عن أسفه لاستضافة وفد رياضي إسرائيلي في قطر، ورفع علم الاحتلال في ظل ما يقوم به من جرائم وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحصاره الخانق على غزة. واعتبر هذه الاستضافة نوعا من التطبيع الذي سيستغله الاحتلال الإسرائيلي لتبييض صورته أمام العالم، وسيشجعه على مزيد من الاضطهاد والظلم للشعب الفلسطيني.


وفيما يزعم «تنظيم الحمدين» دعمه ودفاعه عن القضية الفلسطينية، احتضنت الدوحة عدة وفود رياضية إسرائيلية، أبرزها تتويجها لفارسة إسرائيلية في بطولة قفز الحواجز التي أقيمت على أراضيها مطلع العام الحالي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عزف النشيد الوطني الإسرائيلي.

كما استضافت لاعب تنس إسرائيليا في بطولة قطر المفتوحة للتنس، وشارك منتخب الاحتلال في بطولة العالم لكرة يد المدارس في الدوحة التي احتضنت أيضا فريق الجمباز في بطولة العالم المقامة نهاية العام الماضي، ليعزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال على أراضيها للمرة الأولى في بلد عربية حينها، وهو ما نشر حالة من الاستنكار والتنديد العربي.

وانتقد مراقبون بشدة إصرار الدوحة على تفعيل التطبيع مع إسرائيل، ما يمثل انتهاكا للمواقف العربية الصادرة عن الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الإقليمية. ووصف المراقبون بيان حماس بـ«الخجول» جدا ولايتناسب مع جريمة الدوحة بحق الشعب الفلسطيني، واتهموا الحركة بالتورط مع قطر في إدخال الأموال لها عبر إسرائيل بطرق ملتوية وليس بالطرق القانونية المتعارف عليها دوليا. وأكدوا أن بيان حماس مجرد «ذر للرماد في العيون»، خصوصا أن الدوحة تدخل عشرات الملايين من الدولارات شهريا لحماس، وهو ما يجعل الحركة لن تجرؤ على معاداتها أو الإساءة إليها، معتبرين أن بيان حماس جاء بعد الاتفاق مع الدوحة.

واتهمت مصادر فلسطينية «تنظيم الحمدين» بممارسة دور مشبوه على الساحة الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة، مؤكدة أن هذا الدور عرقل إتمام المصالحة الفلسطينية أكثر من مرة بسبب ارتهان حماس لأجندات خارجية. وأكدت المصادر أن التطبيع القطري الإسرائيلي المتصاعد يضر كثيرا بالقضية الفلسطينية فضلا عن تفتيته لوحدة الموقف العربي وهو ما تسعى إليه الدوحة إن عبر سياساتها أو عبر قناتها «الجزيرة»، وشددوا على ضرورة وجود موقف عربي موحد وقوي للجم هذه التوجهات المشبوهة.