-A +A
أحمد عوض
ظهر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على قناة CBS قوياً كعادته، واضحاً ومُباشراً في إجاباته، أكد على أن السعودية ليست بلداً هامشياً بل هي أحد أركان النظام العالمي الجديد بسبب قُدراتها الاقتصادية التي تملكها وموقعها الجيوسياسي الذي منحها مكانة مُتقدمة في مصاف الدُول المؤثرة في القرار الدولي..

اللقاء كان عبارة عن محاور ثلاثة:


قضية خاشقجي، الموقوفات، إيران وتوابعها..

في قضية خاشقجي كان سموه حازماً في أنه لم يعلم ولم يأمر بها، وأن الجُناة ستتم مُحاسبتهم في القضاء ولن يُفلت أي شخص شارك في هذه الجريمة..

ملف الموقوفات أوضح نقطة أن للقانون سُلطة يجب أن يكون الجميع تحتها وما حدث للبعض منهن وفق القانون قد لا يعجبني، لكنه قانون موجود ومُطبق ويجب أن نحترمه حتى يتم تغييره..

المحور الأخير كان إيران وتوابعها من مليشيات الفوضى في اليمن وغيرها، حدد سموه مكمن المشكلة في حرب اليمن وأن توقف الدعم الإيراني سيخلق فرصة لحل سياسي هناك، وما حدث في بقيق كان (شبه) إعلان حرب إيراني، والسعودية ليست المُستهدفة فقط بل العالم الذي يجب أن يضطلع بدور يحمي من خلاله اقتصاد العالم الذي أصبح مُهدداً من نظام طهران..

ما بعد اللقاء لن يكون كما كان قبله، لقد وضع ولي العهد خارطة طريق يجب أن يسير عليها الجميع، مفادها أن السعودية يجب أن لا تكون وحيدة في مواجهة إيران، العالم مُلزم بحماية الممرات البحرية الدولية والموارد المُحركة لاقتصاد العالم، وأن السعودية لن تخوض حرباً نيابة عن أحد إلاّ في الحدود القصوى، للسلام طريق وهو ما تسلكه السعودية وعندما ينتهي هذا الطريق بلا شيء ستكون الحرب حلاً أخيراً..

أخيراً..

لقد منح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السعوديين حُلماً زرعه في قلوبهم وعقولهم بأن السعودية في الغد ستكون أجمل وأقوى، تفاؤل سموه نابع من ثقته أن خلفه شعباً مؤمناً به، ووطناً لديه من الكثير من الإمكانات التي ستضعه في المكانة التي يستحق، لم يكن سموه إلاّ ذاك الآتي من بعيد، يحمل حلماً وأملاً ورؤيةً، دعا شعبه ولبى الشعب النداء، غداً ستنتصر السعودية، غداً ستكون السعودية أجمل وأقوى..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com