-A +A
أنمار مطاوع
تطوير الفرد - سواء الموظف أو الطالب- خصوصا بعد انتهاء المراحل الدراسية، يحتاج إلى دورات متخصصة في مجال المسار العملي الذي انخرط فيه.. أو في مجال تطوير الذات -الشخصية- أو حتى في مجال تطوير موهبة أو هواية ليس لها علاقة بالعمل أو الحياة العامة.

كل فرد يرغب في الحصول على مثل هذه الدورات.. فهي ممتعة ومفيدة؛ يتراوح مستوى الفائدة من كل دورة على مستوى المعلومات والمهارات في مجالها بين 15% إلى 25%. وفي بعض الأحيان تكون كمية المعلومات أكبر من هذه النسبة؛ مثل دورات إعداد المدربين أو تدريب المدربين.. التي يحصل فيها المتدرب على كل المعلومات الأساسية التي يحتاجها ليكون مدربا أو مدرب مدربين.


الدورات لا تجتمع في بلد واحد.. المتخصصون في هذا المجال يعرفون جيدا أن الدورات المتخصصة ذات الجودة العالية -من حيث المضمون والتقديم والكفاءة.. إضافة إلى مخرجاتها التعليمية- موزعة على مستوى العالم.. وتحتاج إلى السفر.. وتكلفة السفر.

دورات الشبكة العنكبوتية نجحت بشكل كبير في اختصار هذه التكلفة.. ولكن ليس في كل التخصصات. نجحت بشكل عام في مجالات مثل: إجراءات السلامة والوقاية في أماكن العمل، وإرشادات الأمن السبراني للحفاظ على تكنولوجيا المنشأة، وقوانين العمل، وبعض دورات مهارات السكرتارية.

لكن هناك دورات متخصصة تحتاج إلى حضور ومواجهة ومشاركة وتطبيقات مباشرة.. إضافة إلى التحدث والإشراف المباشر من المدرب.. وهذه تحتاج إلى حضور لمكان الدورة.

المطلوب هو استيراد الدورات المميزة ذات الجودة العالية من كل مكان في العالم لتقام مرة أو مرتين خلال العام في المملكة، سواء على مستوى دورات العمل المتخصصة أو الدورات الشخصية.. في كل المجالات التي يحتاجها المجتمع.. وبأسعار التكلفة -أي غير ربحية وغير تجارية وغير استثمارية-. ومن الممكن -في مجال العمل- أن تقوم الوزارات والشركات بتحديد الدورات عالية الجودة التي يحتاجها منسوبوها لتنسيق طلبها من خلال سفارات المملكة حول العالم.

مبادرة الدورات هدفها الأسمى هو الارتقاء بالمجتمع وزيادة الإتقان في الأداء على المستويين الشخصي والعملي.. وصناعة الفارق الكبير في حياة الفرد والمجتمع.. ولو تم استيرادها على مدار العام، ستصبح المملكة مجالا مفتوحا ومدرسة دائمة مشرعة الأبواب لكل الراغبين والراغبات في التعلم حول العالم.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com