-A +A
حمود أبو طالب
بثقة تامة، نستطيع القول إن اليوم الوطني هذه المرة كان مختلفاً عن أيام الأعوام الماضية، بل يمكن القول إنه تم تدشين يوم وطني يؤسس لمرحلة جديدة في معنى الوطن ومفهومه وطبيعة العلاقة بينه وبين المواطن. لسنين طوال كان الاحتفاء بالوطن في يومه أمراً تتجاذبه الآراء المختلفة التي يميل ويدعو معظمها إلى التقليل من أهمية هذا اليوم، حدث هذا عندما كان الضخ الأممي كثيفاً في مفاصل الوطن، في التعليم ومنابر الدعوة والمناشط الاجتماعية وكل أشكال الخطاب الموجه للمجتمع، وحتى عندما تم الخروج جزئيا من هذه الحلقة لم تكن مظاهر الاحتفال ترقى لحجم ومكانة وأهمية ومعنى وطننا الذي تأسس وتوحد وتطور بما يشبه المعجزة.

هذا العام كان الحال مختلفاً، فقد عبرت كل أجيال الوطن عن تجذرها فيه وحبها له وفخرها به باحتفالية هائلة عمت كل منطقة وكل محافظة وكل مدينة وكل قرية. احتفالية صادقة نابعة من القلوب، تقول للعالم إننا نملك وطناً جديراً بأن نعليه ونضعه تاجاً على القلوب ونشعله وهجاً في الضمائر، وإننا معه ويدنا بيد قيادته في كل الأحوال والظروف، وكلما زاد استهدافه زدنا له حباً وصرنا أقوى جبهة تذود عنه.


كان صوت الفرح عالياً وكانت البهجة صاخبة. الكل بلا استثناء صنعوا هذا اليوم، من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير، رجالا ونساء، شيبا وشبانا. لم يكن ثمة قلق أو توجس من الظروف التي تزامنت مع اليوم الوطني ومن أبرزها الهجوم الغادر على منشآت النفط. امتدت الاحتفالية المهيبة من الحد الجنوبي إلى الحد الشمالي، ومن الشرقي إلى الغربي، مرورا بكل شبر يقف عليه مواطن سعودي، فتحول هذا اليوم الوطني إلى إعلان قوي عن الثقة والاطمئنان والاعتداد والإصرار على السير حثيثا نحو المستقبل الذي أردناه لوطننا.

وهكذا سوف يستمر الوطن..