-A +A
حسين شبكشي
تحتفل السعودية وشعبها هذه الأيام بحلول ذكرى غالية وعزيزة عليهم، وهي مناسبة الاحتفال باليوم الوطني، وهي المناسبة التي سنويا ما تأخذ أبعادا جديدة لتعزيز روح الفخر بالمواطنة والاعتداد بالوطن، بعد سنوات طويلة من التشكيك وتكفير واعتبار من يقوم بذلك هو نوع من أنواع الشرك (بالرغم من أن كافة دول العالم الإسلامي لديهم أعيادهم الوطنية ويحتفلون بها بلا اعتراض شرعي!!) ومع ملامح الفرح المتزايد، والذي يظهر في فعاليات مختلفة ومظاهر متنوعة، يبقى غياب الأعمال الملحمية عن الساحة مثارا للتعجب والاستغراب. فمع القبول والنجاح الجماهيري الهائل الذي حصل لمسلسل «العاصوف» والذي تعرض لفترة ظهور تيار ما عرف بالصحوة وآثاره على المجتمع، وذلك لأول مرة، كان من المفترض أن تتلقى وزارة الإعلام إشارة الجمهور وتنتج عملا دراميا كبيرا للعرض في اليوم الوطني عن ملحمة توحيد المملكة، إن المعركة العظيمة التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- في «السبلة» ضد التطرف الشيطاني وغير ذلك من المواقف العظيمة، أو تقوم وزارة الثقافة بإعداد فيلم كبير عن ذات الموضوع أو عمل مسرحي استعراضي كبير. في وجدان الأمم أعمال خالدة أصبحت توقد الحماس الوطني، فمثلا في الهند هناك أعمال سينمائية مثل فيلم «أبناء نصف الليل»، و«لاجان» يحكيان الكفاح ضد الاستعمار البريطاني. وفي مصر هناك فيلما «رد قلبي»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي» عن بطولات ومواقف وطنية. وفي اليابان هناك الفيلم الكبير «هاراكيري»، وهذه مجرد أمثلة لما هو موجود في دول مختلفة حول العالم، مع الأسف لم يستغل المطلوب وطنيا في السعودية حتى اليوم. الفن هو إحدى الأدوات المتاحة اليوم، ويبقى إتقان استغلال ذلك بشكل فعال ومؤثر. كل عام والسعودية وأهلها بألف خير.

* كاتب سعودي