-A +A
عبير الفوزان
كنا يا أهل الرياض نشد الرحال إلى جدة أم الرخا والشدة، وذلك للترفيه، لأن جدة غير.. وجدة اليوم، بالتأكيد، غير أيضا، إذ تحتوي على «جدة التاريخية» المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة اليونسكو.

أكتب هذا المقال عن موسم الرياض في صحيفة «عكاظ» الصادرة من عروس البحر الأحمر التي كانت وما زالت وجهة لنا عندما نريد أن نصبح غيرا ولو قليلا.


الرياض الرقيقة الحالمة التي كتب لها وعنها الشعراء والأمراء.. كانت عصية إلا على أهلها وأميرها الذي أصبح ملكا، فهي واعدة لكل من يحبها وسكنها بالخير. اليوم تتأهل وتتأهب لتستقبل موسما مغايرا سيجمع بين الثقافة والفن والتراث الشعبي والعالمي والأثر، وكل ما يدغدغ الحواس ويحرّض الذاكرة ويثري المعرفة.. بدءا من المكان والمذاق والإنسان وحتى النغم.

الرياض لن تكون غير.. الرياض هي الرياض ستعيشها بكل متغيراتها، وظروفها المحيطة بها سياسيا واقتصاديا.. بماضيها العريق وحاضرها الذي قلب موازين المدن والناس.

الرياض تذكرني بتلك القصة التي تحكيها لي أمي في الطفولة عن فتاة صغيرة كانت تتعمد ألا تظهر جمالها، إلا عندما يحين الوقت.. وعندما حان الوقت أبهرت الجميع.

كنا دوما في السادس عشر من شهر أكتوبر ننتظر الوسم في الرياض، فالوسم هو الموسم، بالنسبة لنا، هو انحسار القيظ وتباشير المطر، وهو ترفيه يغسل الفؤاد المثقل.. فما بالنا اليوم موسم في الوسم !

صديقتي التي كنت أدعوها دوما لزيارتي في السعودية، وخاصة مدينتي الرياض وتتملص مني، هي من بادرت هذه المرة برغبتها في زيارة الرياض لحضور الموسم.. حتى وأن بدأت متشككة من تغريدة معالي رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ الذي جاء فيها: «تخيلوا يجي موسم الرياض وما يكون فيه شيء» طمأنتها بأن أهل الرياض هكذا.. يحبون أن يبهروا المتلقين والضيوف الذين يعدونهم بأنهم لن يقدموا لهم إلاّ فنجال قهوة، بينما هم قد أعدوا العدة للعشاء أو الغداء.

كنت أود لو قلت لتلك الصديقة لو لم يأت الموسم لكفى الرياض الوسم، لكني آثرت الانتظار إلى أن يحين موسم الرياض.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com