-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
جاءت تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد؛ على قدرة المملكة على التصدي للاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو في بقيق وهجرة خريص، والتعامل مع آثاره كرسالة شفافة وصريحة أن المملكة تستطيع بمفردها التعامل مع تداعيات هذا العمل الإرهابي القميء بامتياز واقتدار ولن تسمح باستهداف أمن واستقرار وسيادة المملكة؛ وخصوصا شريان الاقتصاد العالمي وهو النفط وستستمر في تأمين الاحتياجات النفطية الداخلية والخارجية من المخزون الإستراتيجي ريثما تتم إعادة استئناف العمل في المعملين.

لقد ظهر جليا من خلال التنديد والاستنكار الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي من هذا العمل الإرهابي، أن العالم بأكمله من متضامن مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، والتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله مع التأكيد أن لدى المملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه والرد عليه في الوقت والطريقة المناسبة وهي قادرة على تأمين أراضيها في مواجهة هذا العدوان.


والمملكة عندما تعلن عبر وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن الانفجارات التي وقعت نتيجة لهجمات إرهابية في معامل شركة أرامكو السعودية في خريص وبقيق، أدت إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو ملياري قدم مكعبة في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، ما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى نحو 50%؛ مشيرا إلى أن التقديرات الأولية توضح أيضا إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو نحو 50% من إنتاج الشركة، فإن هذا يؤكد نقطة محورية وهي أن المملكة لديها القدرة الكاملة لتعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات الاستراتيجية النفطية المتوافرة لديها.

هذا الهجوم الإرهابي والتخريبي؛ ما هو إلا امتداد للهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج العربي، وهي لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهي تمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، لتبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره للمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها.

ولا يمكننا هنا تجاهل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأول التي أعلن فيها إيران مسؤولية الهجوم على المنشآت النفطية، وعلينا انتظار مزيد من المعلومات من الجهات الرسمية السعودية؛ باعتبار أن هذا الهجوم الإرهابي غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، والعالم أجمع أدان هذا الهجوم، في وقت تستطيع المملكة الدفاع عن أراضيها وستعمل مع شركائها وحلفائها على حماية إمدادات الطاقة العالمية.

إن الاعتداء السافر على المصالح الحيوية لن يمنع المملكة على الإطلاق الاستمرار في تأمين إمدادات النفط العالمية والقيام بدورها الاقتصادي العالمي، والمطلوب من المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية.

واستمرار النظام الإيراني ومليشيات الحوثي باستهداف ناقلات النفط والمنشآت النفطية، قد يقود المنطقة إلى الحرب، ويبدو أن النظام الإيراني مصمم على الاستمرار باللعب بالنار، باعتبار منطقة الخليج وتحديدا المملكة تعتبر شرياناً رئيسياً لإمداد العالم بالنفط. الإرهاب الإيراني لم يتقطع يوما ما؛ بل توسع مع السنوات واختار مساحات في المنطقة العربية لاستمرار الهدم والقتل.

ما تفعله طهران اليوم من المجازفة بشعبها الذي يعاني من أزمات عميقة في الداخل، أمر خطير؛ والنظام الإيراني والحرس الثوري تحوّلا إلى اللعب بالنار، والمملكة لطالما تعاملت مع الاعتداءات المتكررة بكثير من ضبط النفس، والتحقيقات لازالت جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية، خصوصا أن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي أعلنت أنها مستمرة باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية للحفاظ على المقدرات الوطنية وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي. وبالإرادة والقوة والقدرة السعودية.. سيندحر العدوان.