-A +A
خالد السليمان
أشفق على أمثال ذلك الرجل الذي أطلق النار من مسدسه بجوار أذن طفله الرضيع وجعله يستنشق البارود، وغيره ممن جعلوا من حمل السلاح وإفراغ ما في جعبته من بارود رمزا للشرف والعزة والكرامة والاعتداد بالنفس والنسب، فهم أشبه ببالونات منفوخة بالهواء يمكن أن تنفجر أو تفرغ من الهواء في لمح البصر، ولا تخلف سوى دوي أو «وطيط» يطير به الهواء !

وربما كان من حسن حظهم أنهم ولدوا في عصر ما بعد اختراع البارود وصناعة الأسلحة النارية وإلا لكانوا اليوم بلا شرف ولا رجولة ولا عزة، ما داموا يربطون المرجلة والعزة والشرف بإطلاق الأسلحة النارية ورائحة البارود، وكأن هذه الصفات لم تولد إلا مع ولادة البارود !


كما أنه من المؤسف أن يُشغل وقت النائب العام ومساعديه وأجهزة الدولة بمتابعة وملاحقة مثل هذه الحالات التي تشوه صورة المجتمع السعودي، وتعكس نقص الوعي، وسوء فهم المعاني الحقيقية للرجولة والعزة والشرف، فما يعلي شأن الإنسان في كل زمان ومكان هو مكارم الأخلاق وليس دوي الرصاص ورائحة البارود، ومن لم ينفعه صيت مكارم أخلاقه ونبل تصرفاته ومروءة تعاملاته لن ينفعه نسب لا يصله بنفس الصفات الحميدة التي عرفت به، فالأنساب تورث الأسماء وربما الأموال، لكن مكارم الأخلاق وصفات النبل تكتسب ولا تورث !