-A +A
حمود أبو طالب
منذ أن انطلق شعار «الموت لأمريكا» مع الثورة الخمينية مروراً بالتنظيمات الميليشاوية التي خرجت من عباءتها وانتهاءً بالحركة الحوثية في اليمن، فإن هذا الشعار يجسد أكبر كذبة سافرة لهذه التنظيمات الثائرة على كل شيء، وعلى كل ما هو أمريكي تحديداً، بينما في الواقع هي تقدم لها كل أنواع الخدمات لتنفيذ خططها ومشاريعها في المنطقة. وفي واقع الحال يبدو أن كلا الطرفين متفقان على هذه اللعبة التي لا تنطلي إلا على البسطاء والسذج والمغلوب على أمرهم من الشعوب الواقعة تحت سلطة تلك التنظيمات.

مؤخراً وبعد كل الاستعراضات الكلامية والقرارات الأممية والتهديد والوعيد الأمريكي للحوثيين، وبعد كل المسيرات والتعبئة ضد أمريكا ولعنها وتهديدها بالموت، بعد كل هذه التمثيليات والمسرحيات سوف تتفاوض أمريكا مع الحوثيين. سوف يتحاور من يصفون أنفسهم بأنصار الله مع أعداء الله. فجأة يتحول الفصيل الميليشياوي الانقلابي المتمرد على الشرعية والصادرة بحقه قرارات من مجلس الأمن تحت الفصل السابع إلى طرف سياسي يتم التفاوض معه أمريكياً رغم إفشاله لكل المفاوضات السابقة التي تمت برعاية أممية ومشاركة دولية، وأيضاً تتحول أمريكا التي تُرفع شعارات الموت ضدها إلى طرف يجلس معها على طاولة المفاوضات.


أمريكا تحب متاجرة الآخرين بالشعارات ضدها لأنها تعرف أنهم الأكثر خدمة لمشاريعها، ولكن ما الذي يمكن توقعه من مفاوضات كهذه استناداً إلى النتائج الملموسة منذ رفع أول شعار.

لا شيء يمكن توقعه سوى تحويل المسميات وشرعنة وجود الميليشيات واستمرار الفوضى، ولكن في المسألة الحوثية ستكون اللعبة أخطر بسبب الظروف الراهنة والتعقيدات المحيطة بالأزمة اليمنية.