-A +A
طارق طلبه (القاهرة)

كشف وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس، في كتابه الجديد، تفاصيل مثيرة عن محاولة إيران اغتيال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، عندما كان سفيراً للمملكة العربية السعودية في واشنطن.

وذكر ماتيس في كتابه الذي يحمل عنوان «إشارة الاتصال فوضى: تعلم القيادة»، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، امتنعت عام 2011 عن الرد على الخطة الإيرانية لتفجير مطعم «Cafe Milano» في واشنطن، الذي كان الجبير أحد ضيوفه البارزين.

وأشار ماتيس الذي ترأس القيادة المركزية الأمريكية خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2013، إلى أنه رأى منذ البداية في السلطات الإيرانية العدو الأشد خطراً، وحذر أوباما الذي كان يتبع موقفاً مختلفاً ـ حسب وصفه ـ.

ووفقاً لـ«RT»، ذكر وزير الدفاع الأمريكي السابق، أنه علم لاحقاً في 11 أكتوبر 2011، أن المدعي العام ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، أعلنا أثناء مؤتمر صحفي احتجاز إيرانيين اثنين بتهمة التورط في المخطط المذكور.

وقال: «اطلعت شخصياً على تقارير استخباراتية أكدت أن حكومة طهران أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ العملية التي أعلن المدعي العام الأمريكي حينئذ إريك هولدر، أنها جاءت بموافقة عناصر في الحكومة الإيرانية ومسؤولين بارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني».

وأشار ماتيس إلى أن إفشال المخطط جاء صدفة، بعد أن حاول منفذو العملية تجنيد وكيل سري في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لإدخال قنبلة إلى البلاد، ولو لم يحدث ذلك، فإن الولايات المتحدة كانت ستتعرض لأسوأ هجوم دموي منذ 11 سبتمبر 2001، وذلك على بعد عدة كيلومترات فقط من البيت الأبيض.

وذكر وزير الدفاع السابق، أنه حاول إقناع أوباما بعد إحباط المخطط بكشف تفاصيله للرأي العام الأمريكي، وذلك مع الإشارة إلى سابقة مشهورة نشر فيها الرئيس الأمريكي السابق وودرو ويلسون، رسالة سرية من ألمانيا إبان الحرب العالمية الأولى تضم اقتراحاً للتآمر.

وأضاف ماتيس في كتابه: «كنت على قناعة بضرورة الرد بالقوة، وخياراتي العسكرية كانت سترفع تكلفة هذا الهجوم إلى مستوى لم يكن بوسع الملالي وجنرالات فيلق القدس تحمله».

غير أن أوباما لم يستجب لهذه النداءات، في خطوة انتقدها ماتيس بشدة في كتابه، قائلاً: «تعاملنا مع خطوة حرب كأنها مخالفة قانونية، مع سجن عميل منخفض المستوى».

وأضر هذا الحادث بمستوى دعم ماتيس داخل البيت الأبيض، ما أسهم -حسب رأيه- في قرار أوباما إقالته من منصبه.

وسبق أن ذكرت الخارجية الأمريكية محاولة اغتيال الجبير ضمن الاتهامات الموجهة لإيران، في بيان يفسر قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري على قائمة التنظيمات الإرهابية في وقت سابق.