-A +A
عبده خال
احترم كل صاحب رأي مهما اختلفت معه، وأحتقر كل من كان له في كل لحظة رقصة تتناغم مع المتغيرات المحيطة به..

وقبل الاستطراد أؤمن أن الإنسان كائن متغير في جميع شؤونه، ومن حركية الحياة يتنقل الإنسان في قناعاته المبنية على التراكم القيمي للأفكار، ويمكن للمرء أن يكون مقتنعاً بأمر ما ومع المعايشة أو القراءة أو الحوار يحدث نوع من الانزياح لأفكاره إلى أفكار جديدة، وليس شرطاً أن يكون هذا الانزياح تصاعدياً، فلربما يكون تقهقراً للخلف باعتناق مبادئ مضرة في الذاكرة المجتمعية..


ويحدث هذا التغير عبر فترات متدرجة إذ لا يمكن انتقال الإنسان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أو العكس، فهذه الحركة السريعة يمكن وصف صاحبها بنعوت عدة كأن يكون منها أنه منافق أو صاعد للموجة أو متسلق.

أقول هذا لأن وسائل الإعلام تظهر لنا يومياً أحد أولئك المتلونين، المنتقلين من أقاصي الأمكنة إلى أقاصي الأقاصي.

فهل يحق للمرء هذا الانتقال السريع؟

الإجابة بنعم مع استثناءات بألاّ يكون هذا الانتقال من أجل اكتساب مصلحة ذاتية، أما إذا كان أساس هذا التنقل لكسب مصالح ذاتية فيكون حكم المشاهد أو المطلع لتلك التنقلات حكماً قاسياً يتركز في النعوت السلبية.

وفي هذه الأيام تم كشف شخصيات عديدة يمكن تصنيفهم ضمن خانة المتلونين؛ لأن التغيرات الاجتماعية جاءت مخالفة لكل آرائهم السابقة التي اتسمت بالعدائية لأي مظهر اجتماعي، وكانوا يحملون سيف (التحريم) لكل من طالب بأي فعل اجتماعي، ويتهمونه بمحاربة الله ورسوله، وما إن أصبحت تلك الأفعال المحرمة -لدى هذه الفئة- واقعاً في حياتيا، انتقل من حمل عصا التحريم إلى الإمساك بالتحليل لكل ما كان يعتبره فساداً وإفساداً، هذه النوعية بلا حياء والوصف الأمثل لها وصف وحشي بأن صاحب ذلك الانتقال يعرف (من أين تؤكل الكتف) فمسيرة آرائه متقلبة ويبحث دائماً عن الفيء وينسى أنه دفع بالآخرين إلى هجير لافح وعداء وتشويه وتضليل بآرائه الكاذبة.

وإذ واجهنا مثل هذه النوعية نقول (سقط من عيني) فكم هم الساقطون في هذه الأيام؟

كم؟

مرة أخرى:

كم هم من سقطوا من عين المجتمع؟