باجوا
باجوا






نص قرار رئيس الوزراء عمران بالتمديد لباجوا 3 سنوات.
نص قرار رئيس الوزراء عمران بالتمديد لباجوا 3 سنوات.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
وقع الاختيار على قمر جاويد باجوا قائدا لأركان سادس أكبر جيوش العالم من حيث عدد الجنود من قبل رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف في نوفمبر 2016، رغم أنه لم يكن الأعلى في تراتبية الهرمية العسكرية، متجاهلا الفريق أول زبير حياة الذي كان أعلى منه منصبا. وقرر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس (الإثنين) التمديد لباجوا لفترة ثانية مدتها 3 سنوات، بحسب ما جاء في خطاب التمديد، الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه. ولفت فيه عمران إلى أن التمديد تم بناء على المقتضيات الأمنية التي تمر بها الباكستان، في إشارة واضحة للتصعيد غير المسبوق مع الهند بسبب قرارها بإلغاء المادة (370) من الدستور الذي يمنح الحكم الذاتي للقطاع الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير، التي تكفل حكما ذاتيا لولاية «جامو وكشمير»، الأمر الذي أدى إلى اشتعال أزمة غير مسبوقة. شغل باجوا مناصب مختلفة عدة في القوات المسلحة الباكستانية خلال 35 عاما من العمل، منها المفتش العام المسؤول عن التدريب والتقييم في مقر قيادة الجيش في راولبندي، وقاد أيضا «فيلق إكس» المسؤول عن المنطقة التي يوجد بها خط وقف إطلاق النار في كشمير المتنازع عليها مع الهند.

وخلف باجوا عندما تم تعيينه لأول مرة عام 2016 الجنرال شريف الذي تقاعد من منصبه، وبتولي باجوا المنصب الأكثر نفوذا في باكستان بالنظر إلى أن الجيش يتمتع بسلطات واسعة حتى في ظل إدارة حكومات مدنية، فإن هناك اعتبارات كثيرة أخذت في الحسبان من قبل رئيس الوزراء عمران خان عندما مدد له لفترة ثانية، في ظل الأوضاع التصعيدية بين الجارتين التي قد تؤدي إلى تصعيد عسكري. ويرى محللون باكستانيون أن التمديد لباجوا من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في الباكستان والحفاظ على السيادة، مع استمرار التماهي والتنسيق بين المؤسسة العسكرية والحكومة المدنية. ويعرف الفريق باجوا بالجنرال الهادئ لشخصيته الهادئة وابتعاده عن الاستعراض، وقدرته على التعامل مع المؤسسة المدنية بحكمة، خصوصا في الملفات الرئيسية السياسية الساخنة مثل العلاقة مع الجار الغربي أفغانستان وكشمير، والعلاقة مع الخصم التاريخي الهند، إضافة إلى أنه لا يفضل الظهور الإعلامي.


ويواجه باجوا تحديات عدة؛ منها تدهور العلاقات مع كابول والتصعيد الخطير مع نيودلهي، والاشتباكات على خط إطلاق النار والصراع مع الجماعات المسلحة بالداخل. ويعد قائد الجيش من أكثر الشخصيات نفوذا في باكستان بالنظر إلى أن الجيش حكم البلاد على مدى نصف تاريخها البالغ 69 عاما منذ استقلالها عن بريطانيا، ويتمتع بسلطات واسعة حتى في ظل إدارة حكومات مدنية.