-A +A
أحمد عوض
في خبر منشور في صحيفة حرييت التركية عن قُرب افتتاح القاعدة التركية في قطر وحديث أحد جنرالات الجيش التركي عن سبب التسمية (هذه قاعدة طارق بن زياد .. البحر من ورائكم والعدو أمامكم) في رسالة موجهة للشعب القطري وللنظام .. هي لم تكن كلمة عابرة بل كانت صناعة فزّاعة خوف أبدية ليطول المُقامُ في قطر..

العدو الذي سوّق لوجوده الجنرال التركي لم يكن سوى السعودية ..


لو سألنا هذا الجنرال، هل تقصد السعودية؟ هل هي العدو؟ وهل السعودية هي الخطر الحقيقي على قطر؟

لن نجد إجابة، سيترك الباب مفتوحاً لاحتمالات جميعها تصب في هدف واحد (السعودية)..

لن يُجيب ليزيد من مخاوف القطريين، ليجعل مخاوفهم تكبر وتكبر معها مساحة القاعدة التركية في البر القطري..

تركيا بحاجة لصناعة عدو وهمي يتربص بقطر ويريد إزاحتها عن الخارطة، هذا الوهم هو ما سيجعل بقاء التُرك في قطر أمراً مُبرراً ومقبولاً على المستوى الشعبي..

القيادة القطرية تؤمن بما نقلته صحيفة حرييت وتصريح الجنرال التركي وكانت وما زالت تتعامل مع السعودية كعدو منذُ انقلاب الابن على أبيه، الجديد هو في السيطرة على عقل الشعب القطري وجعل السعودية أمامهم هي العدو الأول والأخير، العدو الذي يتحيّن الفُرص ليلتهم قطر وشعبها ويستبيح مُقدراتها، السعودية عدو قطر ستُدمر كُل هذا الاستقلال وستجعل من قطر مجرّد دولة تُستغل مخاوفها لنزع سيادتها.. أيُ جنونٍ هذا يا إخوتنا في قطر!!

قطر وفي حربها الحاقدة على السعودية حولت البر القطري إلى محميات تركية وأمريكية، حتى حقل الغاز الذي تعتمد عليه قطر في دعم التطرف هو شراكة قطرية/‏ إيرانية، لا سيادة على الأرض، لا سيادة على الثروات..

إخوتنا في قطر عندما ارتضيتم الجنرال التركي مُتحدثاً باسمكم مُحدداً السعودية كعدو لكم ولبلادكم أنتم الآن تُحاربون الجغرافيا، لا ينتصر من حارب الجغرافيا، السعودية لم تلتهم قطر وهي 3 قُرى تعتمد على صيد السمك، بل منحتها ما يزيد على الستين كيلو مترا لتتشكل دولة قطر الحديثة، السعودية ليست دولة توسعية..

مُقاطعة السعودية للنظام القطري كانت حفاظاً على الأمن السعودي من تهوّر النظام القطري الداعم للإرهاب، ولكل بلد حق أن يُحافظ على أمنه بما هو مُتاح، النظام القطري بدلاً من تغيير سلوكه في دعم التطرّف والإرهاب تمسك بالمتطرفين كحلفاء وتنازل عن سيادة قطر بسبب هوس السعودية نِد لي!!

عدو الشعب القطري هو النظام الحاكم، هذا النظام الذي في سبيل تحقيق غاياته المريضة لا يهتم لأمن قطر وسيادتها، نظام تنازل عن كل شيء في سبيل أن ينتصر حتى ولو في الحلم على السعودية التي جعل منها عدواً خيالياً..

أخيراً..

لستُ أدري هل الشعب القطري يعي ما يحدث!؟

كيف استطاع النظام القطري وحُلفاؤه تدجين الشعب القطري بزراعة مخاوف لا وجود لها ودفعهم للإيمان بها!؟

الحقيقة الثابتة أن الوهم استطاع التغلغل في نفوس القطريين والدليل صمتهم على مهزلة تسليم قطر سيادتها لكُل من هب ودب..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com