-A +A
ريهام زامكه
• (التقاطة داخل النص):

Say Cheese.. هل تعلمون لماذا نقول (جُبن) عند التصوير؟! أها لا تعلمون، ولا أنا والله لا أعلم! لكن للاحتياط دعونا نبحث ونتعلم ونعلم جميعنا..


ومن باب الحرص والتأكيد والإفادة قررت الابتعاد عن السخرية والهزل، وكتبت هذا المقال الجاد جداً والمُفيد حتى أكون إنسانة مفيدة في المجتمع أنشر الوعي وأثقفكم وأثري معلوماتكم ومعلوماتي وأزيد من رصيد حسناتي كذلك، وأقصى أمنياتي هي أن (لا يدرعم) عليّ أي قارئ كريم ويقول لي: وحنا وش استفدنا؟!

أنا أقول لك يا غالي وش استفدنا؛ هل تعلم أن قليلين من يعرفون أن مصطلح (الكاميرا) الذي نستخدمه ويردده الناس يومياً حول العالم هو مُشتق من كلمة «القُمرة» العربية؟.. ما ظنتي تعلم.

وهل تعلم أن كلمة القُمرة تعني المكان المظلم المغلق وأن أول من اكتشف ذلك كان عالماً عربياً يدعى «ابن الهيثم» وهو أول من درس كيفية الرؤية وساهمت تجاربه بعد قرون باختراع ما يسمى بالكاميرا المظلمة (قُمرة التصوير) واستخدامها، حيث قام بدراساته من خلال ثقب موجود في غرفة شديدة الظلام وهي التي أجرى فيها أبحاثه وتجاربه عن الضوء والبصريات.

فمنذ أقدم العصور والإنسان يسعى لحفظ صور حياته، فبدأ بالرسم والنقش في الكهوف ثم الرسم على الجدران مثل المصريين القدماء، ثم بورتريهات من الشمع حتى توصل عالمنا العربي الحسن ابن الهيثم أيام سجنه إلى مواصلة بحثه العلمي في هذا العلم.

ومن هُنا كانت الانطلاقة للعديد من العلماء من بعده لتطوير هذه الآلة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في زمننا الحاضر؛ لذلك نحن مدينون بالشكر والامتنان لتلك العقلية الجبارة؛ لأنها ساعدتنا على تخليد ذكرياتنا ولحظاتنا الجميلة إلى الأبد، وأتاحت لنا الفرصة لإيقاف الزمن على لحظات وأماكن ووجوه نحبها.

وفي ذات الوقت نحن مدينون بالاعتذار لأنفسنا عن زمن جاء علينا (الله لا يعوده) كان قد حُرم فيه التصوير من قبل بعض (المُستشيخين) الصحويّين بل وحرضوا الناس على حرق وتمزيق صورهم الفوتوغرافية وتبعهم في فتواهم هذه السُذج والقطيع الذين لا يستخدمون عقولهم التي كرمهم الله بها وتخلصوا من ذكرياتهم الجميلة ثم عادوا ليندموا على فعلتهم تلك.

ومع تطور الكاميرات وتقدم التقنية التي وصلنا إليها اليوم استطاع صديقي الصدوق «روب سبينس» وهو مخرج كندي من استبدال عينه المصابة بكاميرا رقمية تعمل كالعين تماماً، حيث يقوم باستخدامها لتصوير أفلامه، ولكن لا تسألوني كيف يفلترها ويستخرجها من عينه ليعرضها، ما يهمكم أن هذا الخبر صحيح وقد تواصلت معه شخصياً وأكد لي ذلك.

نعود للمربع الأول، والتقاطتنا الأولى والرابط الغريب بين كلمة تشيز والتصوير، كان قد بدأ استخدام كلمة «تشييز» لأول مرة في أربعينات القرن الماضي، حيث قام أحد السفراء باستخدامها أثناء ورشة عمل تصوير ولكنه قد نُسب الفضل في استخدام هذه الطريقة وانتشارها حول العالم للرئيس الأمريكي «فرانكلين روزفلت»، وذلك لأنها كلمة سهلة وبسيطة في نطقها ترسم على وجهك ابتسامة حتى ولو كانت صفراء لا تسر الناظرين.

• (التقاطة خارج النص):

تخيلوا لو كنتم تستعدون لالتقاط صورة جماعية وسمعتم المصور يقول لكم: (قولوا جُبنة)!

صدقوني لا أستبعد أن يذهب أحدكم ويشتري بريال عِيش.

* كاتبة سعودية