-A +A
خالد السليمان
عندما ظهر تنظيم القاعدة وبدأ تنفيذ عملياته الإرهابية داخل المدن السعودية ظهرت فئة من الناس تستنكر عملياتهم، ثم تعدد الأسباب والدوافع التي قد تبررها، وكأن هناك أي مبرر لما يستفز شخص لينحرف ويكفر ويفجر ويستبيح الدماء المحرمة، وأسميتهم يومها في مقال: حزب «ولكن»!، وفي أزمة قطر ظهر لنا حزب آخر يقول نحن مع الوطن ولكن لنعتزل الأزمة حتى لا نوغر الصدور، وكأن ما تعرض له بلدهم وسبب تلك الأزمة يسعد الصدور، وفي كل أزمة إقليمية انتقدت فيها الحكومات والتنظيمات المنسجمة مع توجهاتهم كمواقف تركيا في سورية وليبيا ومصر طالبوا بأن ندع الخلق للخالق وكأنهم هم تركوا الخلق للخالق عندما يتعلق الأمر بهواهم من الأحداث.

اليوم يظهر لنا حزب ولكن؛ ليطالب بعدم ذكر ما تقدمه المملكة من خير عندما نُذَّكِر شخوص وقوى الجحود والنكران بما تفضّلت به المملكة العربية السعودية من عطاء ومساعدات ودعم لم تستثنِ حتى من يعادونها، كما في اليمن الذي تصل فيه مساعداتها إلى مناطق الحوثيين، وكما في فلسطين، حيث وصل ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأسر الشهداء بعض أعضاء التنظيمات المعادية وأبناء أسرهم، فإذا ذكَّرناهم بأن يحفظوا المعروف قال أحدهم: لا تمنن عليهم، ولنقدم الخير احتساباً لوجه الله وانتصاراً لقيمنا وأخلاقنا.


طبعاً هذا كلام ساذج، عندما يقوله شخص بحس نية، وكلام خبيث عندما يقوله شخص للحد من إبراز الوجه الحسن للمملكة وإخفاء الوجه القبيح لخصومها، فنحن لا نمن على الكرام من أهل الوفاء، أما اللئام من أهل الجحود والنكران فسنذكرهم ليل نهار حتى نعريهم أمام الخلق ونبرز سماتهم الخبيثة وتناقضاتهم العجيبة وكرامتهم الرخيصة وأخلاقهم الرديئة.

فلا هذا زمان «أدر له خدك الأيسر» ولا هي مستحقة لهؤلاء اللئام، خاصة إذا جاءت النصيحة ممن ليس له «خد» أساساً.