-A +A
حمود أبو طالب
عرضت بعض الفضائيات شريطاً قصيراً يفيد بإجراء أكثر من 300 قسطرة وعملية قلب للحجاج في مرافق الصحة قبل أن يستقر الحجاج في المشاعر المقدسة، هذا الخبر المقتضب ليس سوى مؤشر على حقيقة كبرى ومهمة اسمها «الكفاءة والاستعداد» لخدمة الحجاج بأعلى مستويات الجودة، وإذا كانت تمت الإشارة إلى ذلك الإجراء الطبي فإنه ليس الوحيد بالطبع وإنما جزء من إجراءات عديدة متخصصة كالغسيل الكلوي وجراحات المناظير والعمليات الكبرى التي لا تتم إلا في المستشفيات المتخصصة، لكنها كلها ممكنة في المرافق الصحية التي تخدم الحجاج.

هنا نحن لا نتحدث بصيغة الاستعراض ولا المبالغة كما يتهمنا البعض الذين يريدون حجب الشمس بأصابعهم التي احترفت التزييف، وإنما نتحدث عن الواقع الذي لا يعرفون كيف يمكن تحقيقه، ويعرفه جيداً الذين عملوا في الحج. وقبل الجانب العلاجي هناك جانب أهم هو الجانب الوقائي لضمان سلامة الحجاج من أي انتشار وبائي بما في ذلك من صعوبة كبيرة كون هذه الملايين قادمة من بيئات مختلفة، لكن عندما تتم الإجراءات وفق أدق الاشتراطات والمعايير الصحية فإن ذلك يصبح ممكناً بعد توفيق الله ورعايته، وكثير من الناس لا يتصورون الجهود المضنية قبل أن يتم الإعلان رسمياً عن خلو الحج من الأمراض الوبائية.


وأما في الجانب العلاجي فيكفي أن نشير الى وجود أكثر من 30 ألف ممارس صحي في كل التخصصات يعملون في أكثر من 16 مستشفى و125 مركزاً صحياً بالإضافة إلى 68 فرقة ميدانية تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى مشاركة الخدمات الطبية في جهات أخرى غير وزارة الصحة كوزارة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام والهلال الأحمر، وكل هذه المرافق الصحية يعاد تأهيلها وتحديثها كل عام بأحدث الأجهزة وأفضل الكوادر.

ما نود قوله أن المملكة تعمل ولا تستعرض، وتؤدي واجبها الذي تعتز وتتشرف به لكنها لا تدعي الكمال وإنما تجتهد بإخلاص وعزيمة وصدق ليؤدي ضيوف الرحمن حجهم في أفضل الظروف، وربما تقول شكراً للمنصفين لكنها لا تعير سمعاً للجاحدين.

* كاتب سعودي