-A +A
خالد السليمان
لماذا يبدو إعلام الجزيرة وتوابعها أكثر تأثيرا في العالم العربي؟! علينا أن نجيب أولا عن سؤال أهم: هل هو تأثير يزيد وعي المتلقي أم يشبع عواطفه ؟!

شخصيا أراه إعلاما يخاطب عواطف جمهور غالبه متعطش لكل ما يسيء للسعودية ودول الخليج وشعوبها، وبالتالي هو يخاطب جمهوره المتعصب لأفكار وشعارات محددة، وعادة لا يرغب المتعصب سوى سماع ما يداعب أحاسيسه ويرضي مشاعره !


شاهدنا أداء هذا الإعلام في حرب العراق وكيف صفق متلقيه لخبر إسقاط المزارع «منقاش» طائرة حربية أمريكية، فلم يكن يبحث عن الحقيقة بقدر ما كان يبحث عن أمنياته وأحلامه على شاشة قناة إخبارية تبيعه الوهم، وحتى عندما أفاق هذا المتلقي على صورة الزعيم الذي لا يقهر يخرج مهانا من حفرته، انتقل مع قناته إلى صالة عرض مسرح آخر يصنع فيه وهما جديدا ورمزا جديدا يقود عقليته في صراع الفشل مع قضاياه التنموية، والكراهية مع الخليج وأهله !

والتشكيك في وعي هذا المتلقي مشروع ما دام يتعايش بسلام مع حالة تناقض نفس الإعلام الذي يسوق اتهامات التطبيع مع إسرائيل لخصومه، بينما يفرش السجاد الأحمر لزعماء إسرائيل في مطار الدوحة ويعزف السلام الإسرائيلي لرياضييها في الملاعب المجاورة لاستديوهاتها !

الخلاصة أن قياس الحالة الإعلامية في الوطن العربي لا يخضع لمعايير صحيحة، فذلك يتطلب وعيا عاليا، وحيادية عقلية وعاطفية، بينما نحن أمام خطاب إعلامي لا يتورع عن الكذب لمخاطبة جمهور لا يشبع من الكراهية، باختصار.. وافق شن طبقة !