-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
نعم محمد بن سلمان «إنسان مختلف»، وتلك هي الحقيقة التي لا مراء فيها، ولكن مختلف عن من وكيف؟ إني وإن كنت أنا الكويتب الذي على باب الله، وقد لا يتسنى لمثلي أن يوفي هذا الموضوع حقه لكن كيف «الدبرة»، وقد ظلت هذا الفكرة تلوب في نفسي بين خوضها أم أن غيري ممن لهم الباع الأطول والأسلوب الأجمل والاطلاع الأكمل سيوفون هذا الموضوع بعض حقه، وفي النهاية قررت الكتابة بما يفتح به الله علي.

أنا لا أداجي الأمير محمد بن سلمان الرجل المبدع الطموح، وهو ليس في حاجة ذلك، ولكن أنا أضع ما يداعب أفكاري فقط على الورق، لقد قلت أن محمد بن سلمان مختلف، وإذا كنا نريد العبارة الشعبية التي يرددها المواطن فهي «أبو سلمان إنسان غير». أنا لم أتشرف بعد بلقاء ولي العهد، وإن كان ذلك يظل أمنية غالية، لكن أسمع من الذين التقوا بسموه أنه إنسان متسامح طلق الوجه ابتسامته تسبق وجهة نظره، وإن كانت تختلف مع رأيك كما بين المغرب والفجر، أقصد المشرق نعم نحن لا نشاهد ولي العهد كثيراً فهو عازف عن الأضواء وأعزو ذلك أولاً أنه هو الضوء، وثانياً أن عمله يستغرق الكثير من وقت سموه، وأرجع إلى كلمة عازف عن الفلاشات وخذ وهات، فلا يمكن أن تمر هذه الكلمة بمعنى أنه غير راغب بالأضواء فقط، بل هو عازف بمهارة على كل الأوتار التي تبهر العين قبل الأذن، ليس أحياناً بل كل حين، إنها أوتار بمقامات وأداء لا يعرف النشاز، إنها سنوات قلائل اختصرت عشرات السنين، وكما اجادته ذلك فهو أيضاً يبدو لك أنه رياضي «نمبر1» فهو لا يعدو عدو المتسابقين ولا يقفز قفزات المحترفين، فيسبقهم فقط، بل ويتميز عنهم بأنه يعدو ويقفز وهموم الوطن بل كل الوطن على عاتقه وكتفيه، يريد أن يعبر بها وبه إلى الضفة الأخرى لترسو على ميناء الإنجاز والتطور بعد أن غسلها وأذاب أدرانها بنهر العمل المتسارع الأنيق المبدع.


لا يمكن في سطور قليلة وإن قصدت إيجازاً أن أعدد مواهبه أو ما فعل، ولكن التاريخ سينصف هذا الرجل ليس بعد حين فعقارب ساعة التاريخ قد تحركت والمنبه لم يضبط على وقت؛ لأن وقت النوم خرج ولم يعد. ما هذه المرحلة أيها الرجل الفذ؟ إنه عون الله ثم مدرسة سلمان لطالب نجيب. عندما استلم أمانة الرؤية والتنفيذ تخلص من ركام التاريخ وبلادة الأنظمة البالية والإجراءات السلحفائية. الكثير يتعلمون من الحياة فيجيدون وينجحون ولكن الاستثنائيون هم ولا غير الذين يضيفون للحياة. المسافة التي لا تزال موجودة بين طموح محمد بن سلمان وأدائه وبين بعض من حتى تاريخه لم يستوعب الدرس لهذا العزم وتلك الرؤية مسافة تحتاج للمراجعة والنهوض من سبات الروتين وأنه سبع ساعات لا غير تنتهي كيفما اتفق، هذا العهد أقل مسمى يليق به هو زمن «التغيير الإيجابي الحاسم»، ولا أجد حرجاً أن أقول لو أصيب من له طموح وروح لخدمة وطنه بالغيرة «المحمودة» لما كان ذلك مستغرباً، بل هي حافز لئن يحاول أن يجاري ذلك المثال المبهر، لا أن يجلس مدحوراً ملوماً. المهمة قد تكون صعبة ولكن ليست مستحيلة، وللحديث بقية.