-A +A
سلطان الزايدي
في لقاء فيتوريا مدرب النصر مع قناة العربية قال جملة، لم يسبق لي أن سمعتها من أي مدرب مر على الدوري السعودي قط، هذه الجملة تجعل المتابع والشخص الذي يفهم في أسس التدريب وجوانبه المختلفة يشعر بأن هذا المدرب لم يقدم كل ما عنده، وبأن المشروع الذي يقوده في نادي النصر سيكون له نتائج جيدة في المستقبل القريب.

عموما فيتوريا تحدث بحس المدرب الذي يفكر في المزيد من البطولات وبواقعية كبيرة، وكان حديثه شيقا ومهما لكل مدرب يسعى لأن يصبح له اسم في عالم التدريب، أما الجملة التي قالها فيتوريا ولفتت انتباهي هي: إن موضوع التعاقدات مع اللاعبين ليس بالضرورة أن يعتمد على احتياجات الفريق، بل ربما نتعاقد مع لاعبين بناء على تعاقدات الأندية المنافسة لنا، وكنت أتمنى من هذا المدرب الرائع أن يشرح هذه الجملة بشكل أوسع، لكنها بشكلها العام مفهومة، فالمدرب الجيد يعرف متى يحتاج إلى أن يتعاقد، وماذا يريد من هذا التعاقد، ولا ينتظر من أحد أن يفرض عليه لاعبا بعينه، حتى لو كان هذا اللاعب من أهم النجوم في كرة القدم.


يعجبني المدرب الذي يضع خططه وإستراتيجياته الفنية وفق المتاح، ويعجبني أيضا المدرب الذي يحول الظروف السيئة لصالحه، كما يفعل فيتوريا اليوم في النصر، فهو يعترف بأن فترة الإعداد كانت متأخرة بسبب التغييرات الإدارية في نادي النصر، لكنه لم يرم المنديل، ويجعله شماعة ليضع عليه تقصيره إن حدث، بل على العكس فيتوريا كان الحماس واضحا عليه، والأخبار الإيجابية التي كانت تأتي من المعسكر تعكس هذا الأمر.

كنا نحتاج منذ سنوات طويلة مضت إلى مدربين أكفاء، يعطون لعبة كرة القدم كل جهدهم وأفكارهم لا مدربين يهتمون بقيمة العقد والشرط الجزائي وهم في الأصل متشبعون، فما يفعله فيتوريا في معسكر النصر مختلف تماما عن كل المدربين الذين مروا في تاريخ النصر، فهذا المدرب يحقق الإنجازات، ويهتم بنوعية العمل، ويحرص جدا على تطبيق الجمل الفنية التي يفهمها اللاعب بشكل سهل وسلس.

وحتى لا نختزل الحديث عن مدرب النصر كاسم فقط؛ لأنه من المفترض أن يُطرح الموضوع كنموذج حي تستفيد منه الأندية في السنوات القادمة، فقد يخسر فيتوريا في الموسم القادم، وهذا أمر وارد، لكن لن يخسر بسهولة، ولن يقبل بأن تكون الظروف هي سبب خسارته، لكن من المؤكد أن فيتوريا سيقدم للكرة السعودية في الموسم القادم نجما أو نجمين من شباب النصر، وهذا الأمر يعتبره بعض المدربين مغامرة قد تكون سببا في خسارته للبطولات، فالمدربون الكسولون يبحثون عن اللاعب الجاهز، وهذا الفكر لن يصنع نجوما جددا للكرة السعودية.