-A +A
خالد السليمان
أعلنت هيئة الصحفيين عن تنظيم منتدى عن صناعة الإعلام وإطلاق جائزة الإعلام السعودي، كما أعلنت إمارة مكة المكرمة عن جائزة للإعلام الجديد قيمتها نصف مليون ريال !

في الحقيقة من المهم أن تعمل هذه المبادرات والمسابقات على تحديد هوية الإعلام الجديد لتحديد هوية ممارسيه، فالحاصل الآن أن هوية محتوى الإعلام الجديد تبدو تائهة بين المعايير المهنية التقليدية التي يمارسها إعلاميون محترفون من خلال أدوات الإعلام الحديثة، وبين مهنية طارئة بلا ضوابط معيارية ولا تحديد لهوية ممارسها، فهناك من ظن أن التقنية هي التي تصنع الإعلام بينما في الحقيقة أن المحتوى هو العنصر الأساس في صناعة الإعلام، وصانع المحتوى هو الإعلامي الحقيقي مهما تعددت أدواته !


لذلك أرجو أن يكون الهدف الأول لهذه المبادرات والجوائز هو تشجيع صناعة المحتوى وفق معايير مهنية تساعد على ضبط حالة الفلتان التي يشهدها عالم الإعلام اليوم، وتعزيز المبادئ الأخلاقية للعمل الإعلامي وأهمها المصداقية ودقة المعلومة والبحث عن الحقيقة وليس الإثارة !

أخيرا أذكر بأن التطفل على مهنة الإعلام ليس مرتبطا بتطور أدوات الإعلام الجديد وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنت كل شخص منفردا من أن يصبح منصة إعلامية، بل هي مشكلة قديمة عانى منها الإعلام، فالإعلام كان ولا يزال وسيبقى سلما لبعض المتسلقين نحو تحقيق غاياتهم الخاصة، ومتجرا للمتاجرين بالمصالح الخاصة !