-A +A
أريج الجهني
تصفحت في هذا الصباح عناوين الأخبار المتعلقة بالمملكة العربية السعودية في السياق الخارجي، ووجدت هذا الخبر الذي اجتهدت «بي بي سي العربية» في ترجمته، حيث يبدو أنه يخدم أجندتهم الممنهجة في استهداف ولي العهد بشكل شخصي والسعودية التي تنبض بهذا الرجل الحالم!، والذي يبدو أن أحلامه وواقعه تؤرق الكثيرين، وتقض مضاجعهم.

جاء الخبر بعنوان «حلم محمد بن سلمان لمدينة نيوم السعودية: خادمات آلية، قمر مزيف، وجزيرة للديناصورات»، الخبر نقل عن جريدة وول ستريت جورنال بحسب وثائق مسربة عن طموحات الأمير محمد بن سلمان الضخمة للمدينة، وقالوا إنها أفكار لم يتم اختراعها بعد، وإنها بمثابة أحلام طفل في الثامنة! هكذا نشرت البي بي سي! هكذا تفهم كيف يرى الأعداء أحلام الكبار!


إن محاولة تقليل أفكار وأحلام الطرف الآخر حيلة قديمة في تاريخ العداء البشري، لكن الفاصل دائما حينما يتحقق هذا الحلم فيصبح من يتهكم بك مجرد مصفق أو حتى عميل جديد، الهيمنة الثقافية الغربية بالمجمل تمنع هؤلاء الموجهين من التعامل مع الوقائع، فتحقيق أفكار جزيرة نيوم وغيرها أبسط بكثير مما يظنون، فالمملكة العربية السعودية دولة شابة نحن نتحدث عن دولة أكثر يشكل الشباب بها أكثر من النصف، التنوع الاقتصادي الذي تعمل عليه الدولة الآن كفيل بالتحول من مفهوم الدولة النفطية للدولة المتعددة الموارد.

ما نشرته هذه القنوات من تعدٍ وتجاوز على طموحاتنا وأحلامنا أمر لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، وعلى هذه الأبواق التعيسة أن تدرك أن مطاردة أحلام هذا الوطن ليست سوى مجرد كوابيس لهم، بل ستكون وبالهم وخيبتهم، فنحن لا نمتلك الوقت للرد فكل ما لدينا الآن هو العمل لتحقيق أحلامنا، وعلى الهامش هذه الحروب النفسية والإقصائية التي تمارس علينا في السنوات الخمس الأخيرة لن تزيد أبناء وبنات هذا الوطن إلا المزيد من الالتفاف حول قادتنا، وإذا كانت مدينة نيوم حلما طفوليا بزعمهم، فإن عوائدها الاقتصادية وحدها ستجعلهم يقفون ويبكون خارج أسوارها !

* كاتبة سعودية