الغامدي متحدثاً وإلى جواره مدير الجلسة آل مريع.
الغامدي متحدثاً وإلى جواره مدير الجلسة آل مريع.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أكد الدكتور محمد ربيع الغامدي على أنّ مفهوم المثقف إشكالي وسيبقى، كما نعته عبدالله العروي بالمفهوم الصعب الذي لا يمكن تناوله.

وأضاف في الجلسة الحوارية عن مفهوم المثقف في نادي أبها الأدبي التي أدارها أحمد آل مريع وغاب عنها زياد السالم بأن هذا الموضوع مطروق بكثرة، وأنّ الأطروحات حوله مختلفة ومتعددة، وأشار إلى أن الحديث في المفاهيم ضروري لإقامة حوار حقيقي وأنه على المستوى الشخصي يتداخل في هذا الموضوع للمرة الخامسة ولكن من زوايا مختلفة.


وشدد الغامدي على أنّ لدينا ثنائيات لم يتفق عليها والدليل أن الجدل الدائر في المثقف جدل حول دوره وليس في المفهوم الذي وصف بأنه الشخص الذي يدس أنفه فيما لا يعنيه وبالمعنى الشعبي «ملقوف».

وذكر الغامدي أن مفهوم المثقف في الغرب ينطلق من الفكر، ولكنه لدينا مشتت وشمولي وعام ويقترب مع مفهوم الأديب الذي يأخذ من كل علم بطرف. ولذلك انطوى البعد الفكري على ترميز للمثقف في الغرب، إذ يتشابه مع ترميز رجل الدين لدينا، وهناك نصوص تعزز هذا الترميز.

وأكد الغامدي أنه يميل إلى أن مفهوم المثقف تبرزه سمات، منها إنتاج المعرفة أو إعادة إنتاجها إلى الفضاء العام، إضافة إلى البعد النقدي والاستقلال. وأضاف أنّ المثقف يلتقي في تعريفه مع العالم والباحث، ولكنّ هناك فرقاً في الإطار، فالمثقف عليه نقل المعرفة إلى الفضاء العام.

واستبعد الغامدي البعد الثوري للمثقف أو التغييري وأنه لا ينبغي أن يوصف به لأن إخراج المعرفة هو الطريق إلى التغيير.

وفي المداخلة الصوتية للدكتور سعد البازعي أشار إلى مشكلة يقع فيها الباحث في العالم العربي حين يطرح موضوعاً مثل هذا، وهو أننا نتجه إلى المأثور الغربي فيما كتب عنه، وأضاف أنّ مثل هذا الطرح مفيد ومهم ولا بد منه، لكن المشكلة الناتجة عن هذا أننا نقفز إلى تعريفات جاهزة بعيداً عن واقعنا الثقافي الذي ينبغي أن يقرأ كما هو من داخله.

وأضاف أن مفهوم المثقف في العالم العربي والإسلامي لا يتجاوز مفاهيم منغرسة في التاريخ، والعودة إلى مفهوم الأديب يساعدنا في فهم واقعنا الثقافي المركب والمعقد.

وتابع البازعي أننا بحاجة إلى دراسة ميدانية للمفاهيم السائدة لهذا الموضوع ودراسة التراث العربي وماذا قيل عنه وكيف انتقل إلينا وصار حاكماً في رؤيتنا للمثقف.

وأكد البازعي أن التحدي في كيفية تزاوج هذه المفاهيم، فلسنا ابن المقفع ولا الجاحظ نحن أبناء عصر مختلف يشترك الغرب في تشكيله والخطأ أن ننحكم بالمأثور وينبغي علينا في هذا الموضوع الاتجاه إلى ما ينبغي أن يكون لا عن ما هو كائن.

وختم حديثه بالإقرار بأنه لا ينبغي أن نسقط المفاهيم الأخرى وكأنها معطيات مفروضة، وإلا وقعنا فيما كان يقع فيه مفكرو العصور الوسطى في الغرب في أنّ الجثة كذبت وصدق أبوقراط.