-A +A
ريهام زامكه
إحم؛ إحم؛ ون، تو، ثري، ون، تو، ثري..!

ألو ألو.. فيه صوت، تسمعوني؟


هالووو (إيڤري بدي) وبعد الهالووو، شعوري حرفياً هو شعور طالبة (بليدة) في المرحلة الإعدادية لم تحل واجباتها وقد انقضت إجازتها الصيفية وعادت لصفوف الدراسة وهي تشعر بالكسل والنُعاس وكانت الحصة الأولى في جدولها (رياضيات).

كنت قد تركت على مكتبي بقايا هذا المقال الغثيث المسبب لارتفاع ضغط الدم مع كل هم وغم و(بلاوي) قد تنغص علي صفو الوداد والفؤاد.

وعدت لأصوغه لكم، فالكاتب قد يكتب مقاله من الأعلى للأسفل، أو من الأسفل للأعلى، ويمارس مع الكتابة طقوساً معينة تخصه دون غيره، ولا يهم من أين يبدأ وإلى أين ينتهي، المهم أن يقذف بأفكاره بين السطور ثم يرتبها وينمقها لتصبح صالحة للنشر.

ولأن هذا المقال غثيث فأنا أكتبه (بالشقلوب) وعليك يا عزيزي القارئ أن تكون فطيناً و(تلقطها) وهي طايرة.

فنصفه كان مهملاً على المكتب، ونصفه الآخر كتبته وأنا (مُتجلية) ومنشرحة الصدر جالسة أضع رجلاً على رجل أمام البحر في بقعة من بقاع أرض الله الواسعة.

ولا أدري هل كان القمر في السماء أم كان (جالساً) يحتسي عصيراً منعشاً ويكتب لكم هذه الأسطر.

والحمد لله إنني أكتب وأنا بكامل صحتي ولياقتي ونصف قواي العقلية، واسأل الله أن لا يتسلط علي أي (ملقوف) ويأخذ معي سيلفي إن مرضت يوماً ما.

فليس هناك (أوقح) ولا أسخف من الذي يرقص ويتراقص على جراح الآخرين ويصطاد دائماً في اللحظة العكرة أو السيئة.

لا أدري كيف يتجرد البعض من أسمى معاني الإنسانية وتسول له نفسه ليأخذ جواله ويلتقط (سيلفي) مع إنسان مريض!

حقيقةً لا أفهم طبيعة تكوين الشخص الذي يزور مريضاً ويستغل الفرصة بتصويره لغرض تحقيق (الشُو الإعلامي) فقط !

ثم يستدر عطف الآخرين وشفقتهم ويطلبهم الدعاء له خصوصاً إن كان المريض أحد المشاهير أو المسؤولين المعروفين.

بالله عليكم من هو المريض في تلك الحالة؟

زيارة المريض فيها محبة وأجر والبعض يضيع الاثنين حين يوثق الحدث لمجرد إثبات حضوره وكأنه يقول للناس والله فيّا الخير هيّا (خُشوني لا تنسوني، ولعوا الشمعة وشوفوني) !!

لا أحد منا يحب أن يراه الآخرون وهو ضعيف وهزيل وفي أسوأ حالاته، وبالتأكيد المريض لن يكون مسروراً على الإطلاق حين يرى صوره تتصدر المواقع والصحف وهو بتلك الحالة البائسة والمحزنة.

مع الأسف انتشرت هذه العادة (المقرفة) بين الناس حتى أفقدوا المناسبات قُدسيتها، فلا عادوا يحترمون المرض، ولا عادوا يحترمون الناس، وأصبح شغلهم الشاغل هو التسابق لالتقاط السيلفي مع المشاهير ليكون لهم السبق الصحفي وتتصدر أسماؤهم عناوين الصحف.

فعلياً هذا التصرف يدعو للاشمئزاز، ولا أقول لأي شخص مهووس و(مريض بالتصوير) غير كلمة واحدة وهي (عيب) وليتك تراعي نفسية الشخص المريض وتضع نفسك مكانه وترتقي قليلاً بتصرفاتك معه.

أعلم أن مقالي هذا لن يُعجب أو يُناسب المهووسين بالفلاشات والأضواء، ولكن لا يهم فأذن من طين وأخرى من عجين ومن كان على رأسه (كاميرا) فليحسس عليها.

* كاتبة سعودية