-A +A
خالد السليمان
الهجوم الشرس الذي استهدف السعودية في منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع لشخص يرتدي الزي الخليجي في القدس دون التوقف عند التحقق من هويته كسعودي أو صفته كإعلامي، يؤكد ما ذهبت إليه في مقال أمس من أن هناك من عرب الشعارات من يكره السعودية كرها فطريا دون أن يحتاج إلى أي أسباب أو مبررات أو حتى أخلاق في الاختلاف !

الانتساب في حسابات تويتر للبلدان ونشر أعلامها أو نشر صور تبين زيارتها أو العيش فيها لا يمنح المرء هويتها الوطنية، كما أن إجادة اللهجة المحلية والتواجد في بلد لا يعني حمل جنسيتها، فالكثير من المغتربين والمهاجرين و«المواليد» يتشاركون ثقافة ولغة البلد مع مواطنيها، وسواء كان صاحب المقطع سعوديا أو غير سعودي فإن تصرفه لا يمثل السعودية أو السعوديين، وعندما يصف السعوديون المقطع بالمشهد المسرحي فلأن شخصا تافها مثله لا يمكن أن يصل إلى موقعه وينفذ فعلته دون إذن وتنسيق ودعم ودفع من جهة ما، فالإسرائيليون يجيدون زراعة الدسائس وعرب الشعارات يجيدون حصادها !


واللافت أننا لم نشاهد نفس هذه الهجمة البذيئة بسبب مقطع شخص «نكرة»، عندما فرش السجاد الأحمر لزعماء إسرائيل ورفرفت أعلامها في مطار الدوحة وعزف السلام الإسرائيلي في ملاعبها، ولا عندما زار إسرائيل مسؤولون قطريون وعمانيون !

أخيرا إذا كانت لا تفاجئني هجمة عرب دكاكين الشعارات لأنها إحدى وصفات علاج مرض الحسد المزمن تجاه كل ما تجسده السعودية وبعض بلدان الخليج من نماء ورخاء واستقرار، فإنني متفاجئ من مشاركة بعض المغردين القطريين في الحفلة، فالعقال الخليجي الوحيد الذي شوهد رسميا في إسرائيل هو عقال «الحبل» !