-A +A
حمود أبو طالب
على طريقة ابحث عن المستفيد لكشف خبايا أي جريمة، فإن ذلك ينطبق على الحملات المستمرة الكثيفة التي تتعرض لها المملكة في الآونة الأخيرة عن طريق الأخبار والقصص المفبركة والتقارير المزيفة والإشاعات التي تروجها بعض المنابر الإعلامية ومواقع التواصل بواسطة فرق وأفراد مجندين لهذا الغرض، بلغوا من الإسفاف حداً لا يتصوره أحد، وبلغ تلفيقهم لبعض القصص والحكايات مبلغاً لا يستوعبه حتى المصابون بالهلوسات.

المملكة تعمل بوضوح وفق قواعد سياسية ثابتة ومحددات لأسلوب تعاطيها مع كل القضايا بما يضمن الحفاظ على سلمها واستقرارها وأمنها ويتيح لها المضي في تنفيذ مشروعها التنموي الهائل الذي لا يوجد مثيله كماً ونوعاً على المستوى العربي والإقليمي، وذلك يستدعي عدم السماح بالتدخل بأي شكل في شؤونها الداخلية وسيادتها على قراراتها، وفي الوقت نفسه هي ملتزمة بالعمل على ضمان الأمن العربي ومنع التدخلات الخارجية سواء كانت من دول أو تنظيمات مجندة تابعة لدول تهدف إلى وضع أقدامها في الداخل العربي لتحقيق أطماع معينة.


لذلك، تكون العداوات ضدها واضحة، فهي إما من تلك الدول مباشرة عن طريق أعمال استفزازية أو عن طريق التنظيمات والمليشيات التابعة لها، أو عن طريق التحشيد الإعلامي الذي ينفذه المأجورون الجاهزون للعمل حتى مع الشياطين ما دامت تدفع. إنه القدر الذي تواجهه المملكة في مرحلة بالغة الدقة والحساسية في تأريخ منطقتنا العربية التي انسلخ البعض، دولاً وأفراداً، من انتمائهم لها وأصبحوا أدوات في أيدي الغرباء الطامعين. سوف تستمر المملكة في الالتزام بمبادئها وسوف يستمر أولئك في نباحهم، وفي النهاية لن تبقى سوى الحقائق التي سيحفظها التأريخ.