-A +A
أحمد عوض
بريطانيا العُظمى، بلد الحُريات، بلد الحكمة والسياسة والأدب، تخلّت عن عظمتها وتحولت إلى داعم للحوثيين في مجلس الأمن الدولي، ووزير خارجيتها لم يترك نافذة إلا وظهر من خلالها بحثاً عن حل يُنقذ به ملالي طهران من عقوبات أمريكا..

ولكن من حالف الرِعاع سيجني الثمن سريعاً..


بلحظة، وبلا مُقدمات، العربدة الإيرانية تلتهم الحليف وتختطف ناقلة بترول بريطانية وتحتجز طاقمها وتُهين بريطانيا وبلا احترام لكُل الخدمات العظيمة التي قدمتها بريطانيا لهم وما زالت تُقدمها..

يسطو الحرس الثوري الإيراني على ناقلة بترول مُسالمة ويتم نقل المشهد كعمل سينمائي في سعيهم الحثيث نحو تحطيم الكبرياء البريطاني وكأنهم يقولون لهم: «نحن إرهابيون. أنتم تدافعون عن إرهابيين».

فيما كان الجميع يوضح للجانب البريطاني مدى السوء الذي يزرعه ملالي طهران في المنطقة كان الساسة البريطانيون يتحدثون عن أحلام وردية وأمان وكلام لا واقع له..

الصواريخ الباليستية تشرف على إطلاقها نحو السعودية من الأراضي اليمنية طواقم من الحرس الثوري، وبريطانيا تتحدث عن الحوثي المُسالم!

الطائرات المُسيرة التي تنطلق من صعدة وصنعاء تستهدف المطارات المدنية والمُنشآت النفطية في السعودية بدعم مُباشر من ملالي طهران، وبريطانيا تتحدث عن المدنيين في اليمن!

بريطانيا توفر الغطاء السياسي عالمياً لملالي طهران وثعابينها المُنتشرة في المنطقة، وما حدث في السطو على الناقلة أربك الساسة البريطانيين وجعلهم عاجزين عن الرد. سنوات من الوقوف في الجانب الخطأ، ليس سهلاً مواجهة الحقيقة، وأن من دعمتهم طوال السنوات الماضية كانوا مجرد إرهابيين لا يُجيدون سوى نشر الفوضى والخراب..

بريطانيا التي جعلت من ساحاتها ومقاهيها بيئة خصبة لينمو فيها الإرهاب، ومنحت المُتطرفين حق أن ينشروا تطرفهم في الإعلام ويجدوا ملاذاً آمناً يُمَكنِهُم من الاستمرار، ها هي اليوم تجني ثمار دعمها للإرهابيين بجميع صنوفهم..

ملالي طهران يعلمون أنهم لن يغلقوا مضيق هرمز لكنهم يريدون رفع كُلفة التأمين على ناقلات البترول ليرتفع السعر بشكل قد يؤذي العالم، ويدفع البعض للتدخل، وبريطانيا أصبحت إحدى ضحايا الرفاق..

أخيراً..

من يُربي الثعابين يجب أن لا يأمن لدغها. بريطانيا تعاملت مع ثعابين وكانت النتيجة لدغ الثعابين لها.

* كاتب سعودي