-A +A
علي مكي
(1)

لمن تخرج الشمسُ في كاملِ زينتِها


تجرحُ زجاجَ أيّامنا.. أبوابَنا.. نوافذنا

تفضحُ هشاشةَ تكويننا العاطفيّ

وتمحو النعاس من فوق ركام النهارات

فتنامُ عليها تهويماتُ جدّتي زَمَنا.

(2)

لمن تبني الطيورُ، فوق قريتنا،

بيوتَ الغناء الشفيف

فتطيرُ لها أرواحُنا

وتدخلها كما يدخلُ الأطفالُ بلاد اللعب

تاركين خبز الوصايات

- على حاله -

يئنّ من تعفّنهِ عَلَنا.

(3)

لمن يهمسُ هذا الهواءُ الخفيف

- على استحياء -

ببرودته الخافتة:

يوقظُ ما نام فيّ من الليالي

ليالي الوناسة في الخلوات

فأسأل:

أيّ عظامٍ كان يريدها أُذُنا.

(4)

لمن يزيّنُ نفسَه شارعُنا

ذاك الذي مات مُذ جفّ من ماء مواعيدنا..

أذكرُ قبل يومين،

أو قبل شهرين،

بل قبل عامين، أنه لم يكن هكذا..

وكان مكاناً لالتقاءِ الكآبةِ والضجر

والآن يخضرّ من غير ماء، من غير زرع

فكيف عادت إليه الحياة

ومن علّقَ في أهدابِه سوسنا؟

(5)

لمن تذيعُ الرياحينُ.. الردائمُ.. أشجارُ البشامِ

أسرارَ البخور

فتعزفُ للأرض موسيقى العبير اللانهائيّ

مَن سوفَ تسكُنُه سيسكُنُها

لتسكنَ فيه الخُرافة

- يقولُ العبيرُ -

فأقولُ أهلاً بالخرافةِ يا عبيرُ

حين تغدو روائحُها ظلالاً

كأنّها الغيماتْ

في «تَلٍّ» يُقَطّرُ فوقيَ الشّجَنَا.

(6)

لمن تتسكّعُ في روحي «لمن»؟

لمن تُغنّي لمن؟

ولمن أنتشي الآن

- ولم أُسْقَ مُدامةً مثلاً..

أو لم يزر بردَ ضلوعي دفءُ اللمسات -

لمن تقودُني خطايَ إلى هنا؟