-A +A
عبده خال
أي إرهابي بحاجة ماسة للاختباء تحت شخصية لا تثير الريبة.هذا الاختباء يمارس من قبل الفرد الواحد أو الجماعة، حيث يغدو الاختباء فرصة للتفكير في معاودة العمليات الإرهابية وإحداث آثار جسيمة على المستهدف.

وجماعة الإخوان المسلمين لم تُلقِ الراية البيضاء مستسلمةً لنتائج الواقع، فهي لا تزال تحلم بالوصول إلى الخلافة ما دام في الصدر هواء.


هذه (الزفرة) تظهر كل يوم سواء في ميادين الهزيمة أو في مواقع الاختباء، فبعد الهزيمة في مصر تفرقت العناصر وعادت الجماعة لسياسات القاعدة الإخوانية، وأهمها (الكمون)، والبحث عن وسائل التغلغل في الأماكن المتواجدين بها.

وما الخبر الذي أعلنته وزارة الداخلية الكويتية إلا نموذج للكمون والاختباء، حيث تم القبض على خلية إرهابية إخوانية مع إيضاح أن تلك الخلية قد صدر بحق أفرادها أحكام قضائية تصل فترة العقوبة إلى 15 عاماً وفي عميلة هروب استقرت الجماعة بالكويت، وقد أسفرت التحقيقات الأولية عن إقرار هذه الجماعة بالعمل على تجهيز عمليات إرهابية والإخلال بالأمن المصري في مواقع مختلفة.

هذا النموذج أكاد أجزم بأنه متواجد في أغلب الدول العربية التي اتخذوا منها ملاجئ (فترة الكمون)، ومنها مواصلة تطبيق الخطوة التالية (التغلغل) في مجتمعات تلك الدول مع مناصرة ودعم القوى المتواجدة في الميدان مثل مناصرة الإخوان في اليمن والسودان واعتبار أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأنه بالإمكان معاودة الكرة ويضعون أمانيهم في عودة الإخوان بالإمساك بزمام الأمور في السودان، وهذا ما يفسر بقاء الحلول غير واضحة لثورة السودانيين كما يأملون في القوة الإخوانية في اليمن وأن معركتهم لا تزال مؤجلة الحسم.

ومن خلال كمونهم في العديد من الدول العربية ما زالوا وقوداً لإحراق مناطق أخرى بعضها مهيأ لأن يكون الاشتعال القادم كحرب أو زعزعة نظام لخلق الفوضى الخلاقة.

وكان من المفترض أن الجماعة سقطت بسقوطها في مصر إلا أن هذه الجماعة كان لديها الظهير القوي متمثلاً في تركيا والدعم المالي السخي من بعض الأنظمة والأفراد الذين يعتبرون الدعم المالي مشاركة في (الجهاد) بالمال.

المشكلة العظيمة أن الأفراد في العالم العربي لم يصلوا إلى قناعة تامة بأن هذه الجماعة تسعى إلى إسقاط الدول وإبقاء كيانات هشة تكون أرضاً لانطلاق مفهوم الخلافة الذي يُؤْمِن به الشارع العربي كمادة دينية تم تزويرها عبر حقب زمنية مختلفة.

وهناك فرق بين ظهور الواقع أنه أملس كسطح مرآة صقيلة وبين ما يكمن خلف تلك المرآة.

الإشارات تؤكد أن الإخوان ما زالوا يعدون لمعارك متعددة بتعدد الأماكن المنتشرين بها (مختبئين) إلى أن تحين الفرص المختلفة باختلاف النهج السياسي الذي يمكنهم من الظهور، وإن لم يكن هناك فرصة ظهور فهم في حالة تغلغل للوصول إلى السلطة ولو بعد مئة سنة من السقوط المدوي للجماعة.