-A +A
حمود أبو طالب
في كل عام تؤكد المملكة على الحجاج ضرورة الالتزام بأن يكون الحج بعيداً عن الشعارات السياسية بكل أشكالها وأغراضها وأن ينصرفوا إلى أداء حجهم بصفاء ونقاء روحاني لا تشوبه مسائل الدنيا ومشاكلها التي يجب أن يوضع بينها وبين أداء الحج حاجز فاصل يعزلها عن زمانه ومكانه، ويأتي تكرار التأكيد من المملكة على ذلك لأكثر من سبب؛ يأتي في أولها حرصها على النأي بالحج عن أي شأن آخر، ثم لأنها واجهت عمليا مثل هذا التسييس في بعض المواسم السابقة، كما أنها تحرص على أن يتمتع الحجيج بالخدمات التسهيلية الضخمة التي تقدمها لهم وهم في راحة وأمان بدلاً من أجواء التوتر التي قد تحدث نتيجة الخروج عن المسار الطبيعي للحج.

كثيرة هي حوادث توظيف الحج لخدمة أغراض سياسية عبر التأريخ، وفي تأريخ المملكة الحديث وقع بعض منها، لكن أبرز تجلياته ما دشنته إيران بعد قيام الثورة الخمينية عندما حاولت توظيف الحج كمنبر لتصدير الثورة، وعندما لم تستطع تمادت بمحاولات لتفجير الحج بأعمال إرهابية أصبحت وصمة سوداء في تأريخها، ومع الأحداث التي تعصف بالمنطقة في السنوات الأخيرة ما زالت طيور الظلام تسعى لتلويث هذا الموسم العظيم بأوضار السياسة، لكنها مثلما فشلت سابقا فإنها حتما ستفشل لو تهورت بالتفكير في اقتراف مثل هذه الممارسات الخبيثة.


الحج لله سبحانه وتعالى، والمملكة تقوم بواجبها المقدس تجاه الحجيج دون اعتبار لأي عوامل أخرى سوى أنهم مسلمون جاؤوا في رحلة روحانية يجب أن تكون في غاية اليسر والراحة، أما إذا حاولت طيور الظلام المندسة أن تلوث طمأنينة الحجيج فاليد القوية الطولى للدولة سوف تتدخل.

habutalib@hotmail.com