-A +A
علي بن محمد الرباعي
مما ورد أن أحد العقلاء نشب مع أحمق وعندما لم يحر فكاكاً منه ذهب لجماعته فوجدهم أكثر حمقاً منه. عندها صاح: «وين عاقلكم»؟ فأجابوه: «ذلك المكتوف في ساحة الدار».

عندما يصدم إنسان بجاهل أو يفاجأ بتصرف أرعن وخالٍ من المسؤولية يبحث عن العاقل «وين عاقلكم يا بني فلان» أحياناً يجد العاقل فيكفيه شر الجاهل، وبعض الأحيان يكون أعقلهم أكثرهم حمقاً ويتم تقييده بالسلاسل، ما يعني الله يعوِّض خير في البقية.


افتتن إعلام تجاري بتقديم برامج تحليلية أو حوارية يخرج فيها بعض من ينعتهم البث المشبوه بالباحثين والدعاة والمفكرين الإسلاميين. لن تملك وأنت تسمع وتشاهد إلا أن تضع يدك على رأسك من هول ما تسمع منهم مما يسفِّه طرحهم ويسيء لتاريخنا وسمعة ديننا الحنيف البريء من ترهات وأكاذيب وقصص ملفَّقة يريد تيار الإسلام السياسي توظيفها لخدمة مشروعه.

ليس في الإسلام إسلام سياسي. وكل الخلافات التي نتجرع مراراتها اليوم سببها محاولات الربط بين الدِّين وبين الدولة. تسييس الدِّين وتديين السياسة. وعندما بدأ أحدهما يغذي الآخر تجرأ الصحابة على قتل بعضهم.

لو تم الفحص النفسي والعقلي لبعض المتحدثين باسم الإسلام، سيتضح أن شخصياتهم غير سوية، إما بسبب خلل معرفي أو نكوب عائلي أو انكسار أسري، وربما أن هذا الكائن الفضائي واليوتيوبي (الغريب عن عصره) تعرض لأذيَّة جسدية أو نفسية في طفولته ما أنتج أزمة لحقت بوعيه وسلوكه فلم يعد يتورع عن كذب ولا يتحرز من بذاءة.

هل يعقل أن الصراخ والأيمان المغلظة وحدثني ثقة هي أدوات الإقناع ووسائل الجدل وإظهار الحجة؟ أليس من المغالطة الاستشهاد بالظني لرد القطعي، والاعتماد على النقولات والشروحات لنفي المحكمات؟

ما غاية خروج مثل هؤلاء لتمثيل الإسلام سوى تشويهه وتبرير قبح الفعل بأقبح استشهادات؟ لا أستبعد أن هذه العقليات مخترقة من جهات يعنيها تقديم خطاب إسلامي متطرف ومُحرَّف ومنفِّر من دين الله.

ما عرفناه بالدراسة والخبرة أن الحديث عن الإسلام حديث نابع من قلب نقي ويد عفيفة وشعور محبٍّ ومقصد سليم ولغة متينة وصوت خفيض وروحانية خطاب وصحة استدلال.

لا يقل دجلاً وحماقة عن السابقين من يطلق عليهم (مُعارضون) فالكذاب الذي ما صدَّقناه وهو بيننا لن نصدقه وهو هارب ولاجئ وممول من أعداء الله والأوطان.