-A +A
خالد السليمان
قالت تركيا ردا على احتجاز 6 من مواطنيها في ليبيا أنها ستدافع عن مصالحها في ليبيا وهددت باستهداف الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر إذا لم يتم الإفراج عن مواطنيها !

السؤال الذي يطرح نفسه ما هي مصالح تركيا في بلد تمزقه الحرب الأهلية على بعد آلاف الأميال من الحدود التركية، وكيف ستستهدف الجيش الليبي، وما هي صفة المواطنين الأتراك الذين يتواجدون في بلد ممزق بلا سلطة جامعة ولا جغرافية موحدة ؟!


الملاحظ أن تركيا تتصرف كما لو أنها دولة عظمى، ومنحت نفسها حق التدخل في أزمات الدول الأخرى كما في ليبيا وفرض مصالحها دون أي اعتبار للقانون الدولي ولسيادة وحقوق الآخرين كما في أزمة التنقيب عن الغاز مع قبرص، بينما تتخذ مواقف حادة من العديد من القضايا الداخلية التي هي من شأن دولها وشعوبها كما في مصر، ومثل هذه السياسات المتنمرة لا تليق سوى بالدول التوسعية التي تعلو فيها الحالة العرقية والعنصرية والرغبة في التمدد على حساب ومصالح الدول الأخرى وشعوبها !

تركيا تريد أن تتعامل مع ليبيا كما تتعامل مع سورية، لكن مبررات تدخلها في سورية لا تتوفر في ليبيا، فلا لاجئون ليبيون يقفون على حدودها، ولا مليشيات ليبية تهدد أمن قراها الحدودية، ومن حق الليبيين أن يواجهوا جميع القوى الخارجية التي تتدخل في شئونهم وتغذي حالة الفوضى والاقتتال التي تنغص حياتهم وتحصد أرواحهم !

المصالح الوحيدة في ليبيا هي مصالح الليبيين، والاستهداف الوحيد في ليبيا هو استهداف كل غريب تطأ قدمه ليبيا ليصب الزيت على نيرانها المشتعلة بدلا من الماء لإطفائها !