-A +A
خالد السليمان
لا شيء على الإطلاق يبرر ما تعرض له بعض العمال العرب في كازخستان، فالجموع الغاضبة اعتدت على أشخاص قد يكون بعضهم ليس لهم صلة بأسباب غضبهم، وتم الاعتداء عليهم لمجرد رابطة الهوية العرقية أو الجنسية الوطنية، وفي كل الأحوال رجال القانون وحدهم من يحق لهم تطبيق القانون ومحاسبة المخالفين!

فعندما يأخذ الناس دون صفة رسمية على عاتقهم تطبيق القانون وإصدار أحكام القصاص، فإن هذا يعني سقوط المجتمع في دوامة الفوضى وسيادة حكم الغوغاء، والمجتمعات المتحضرة تضع حدودا فاصلة بين مسؤوليات أفراد المجتمع لمنع الانزلاق نحو ذلك!


على الجانب الآخر، ما فعله ذلك المغترب العامل في دولة فتحت له أبواب الرزق ينم عن غباء ولؤم وفي أقل الحالات جهل لا يمكن تبريره، فالمثل يقول «يا غريب كن أديب»، وعادة عندما يذهب الإنسان إلى أي مكان فإنه يحترم عادات وتقاليد وثقافة سكانه، وقوانين وأنظمة حكومته، ومن يستهين بذلك فإنه يستحق كل ما يترتب من نتائج على أقواله وأفعاله وخروجه على أعراف وقوانين البلد الذي يسكنه!

واحترام ثقافة وقوانين البلد الذي يزوره الإنسان ليس خضوعا أو منة، بل هو من أبسط قواعد الآداب والسلوك، بينما على العكس منها فإن عدم احترامها يعد تعاليا وازدراء!

لقد تسبب تهور شخص بالإيذاء لكل أبناء جنسيته وعرض حياتهم للخطر وربما قطع أرزاقهم، وما حصل في كازخستان يمكن أن يحدث في بلدان ومجتمعات أخرى، والحصانة الوحيدة للإنسان زائرا مغتربا سائحا ضدها: «يا غريب كن أديب»!