-A +A
علي بن محمد الرباعي
سألت الكهلة (مسفرة) زوجها (ضيف الله) وشبك يا مخلوق تونّ من يوم رحت من الوادي، أربّ ما حد سرح وراح إلا أنته؟ أجابها: شدقوك فوق ما شدّقك ربي يا المغيّرة إن كان واقف على رجلي من جهمة الطير أحمي الخريف وانتي تتسدحين ما دريتي عني. هبي لي «وزلين» أدهن به الفقوع وريّحينا من هذرة السعة، اقتربت بعلبة بلاستيك وأخذت قدميه في حضنها وبدأت تتفقد شقوق القدمين المحشور بها حجارة وأشواك، بدأت تزيل ما أمكن، ثم قالت: لو كان بتريح نفسك يا ولد الحلال من هذا الشقا وتلمح لك وظيفة ضيعة خلق الله. فعلّق: ماشي راحة حتى فوق الطراحة.

دخل عليهما ابنهما البكر يفح مردداً «تكفى يا يابه الحق» سحب كراعينه من حثل مسفرة وعدّل جلسته وسأله: وش وراك من مصيبة يا الهامل، فقال: سفان عمدوا البنات وهن يرعين في الفيض، وسرقوا من غنمنا وغنم جيراننا خروف، وقف مردداً «قطع الله إيد اللاش» واتجه للعريفة شاكياً ومستنجداً، كان العريفة متكي يسمع أغنية (حبيبي شمعة الجلاس) من إذاعة الكويت، وعندما بدأ ضيف الله يعطيه العلم رفع صوت الرادي وغدا يتمايل مع الطرب ويؤشر بيده لضيف الله ففهم من الإشارة أن العريفة ما هو فاضي، ويطلب منه يسكت، شلّ نفسه وعلى بيت الفقيه، فوجده متحوّك بشرشف المرة وقاعد يفلّي ثوبه، اعتزى به: تكفى يا فقيهنا. قال «يا ولد الحلال تعتزي بي وأنا عريان صاح الله عليك»، ثم استخبر منه عما جرى، فروى له بالتفصيل الاعتداء وطلب المشورة.


قال الفقيه: بكرة أنا والعريفة بنهبط سوق السبت، إن كان إنك ما أنتب مستعجل على غنمك فهب لنا مدى ندرج، ومن ساعة لساعة فرج يا الرفيق، وإلا أنت وأخوانك وعيالكم بتسدون في السَرَق.

احتزم ضيف الله وأخوانه بالمسابت وركبوا ثلاثة بعارين أبد لها وخيّل، والشباب خلفهم بالعصي، وتوجهوا للشرق قبل بدية الشمس، ومضى يوم ويومين والقرية تترقب. للحديث بقية. علمي وسلامتكم.

Al_ARobai@