-A +A
حمود أبو طالب
الدول التي تملك سيادتها وقراراتها وتحدد توجهاتها وفقا لما تقتضيه مصالحها لا تدور في فلك علاقات محددة مهما كانت قوتها وعمقها وتأريخها، لكنها في ذات الوقت وهي تنوع علاقاتها لا تدير ظهرها أو تتنصل من علاقاتها التأريخية وتحالفاتها القديمة طالما لا تحدث فيها تجاوزات أو تختل موازينها أو يحاول حليف إملاء إرادته بما لا يتناسب مع مصالح الطرف الآخر.

بمناسبة زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية وتوقيعه عددا من الاتفاقيات الهامة تعود بعض وسائل الإعلام الأجنبية إلى الحديث عن علاقة المملكة بأمريكا والدول الغربية الرئيسية، وهل ذلك تحول في إستراتيجية المملكة باتجاه محاور أخرى، والحقيقة أن مثل هذا الطرح ينم عن تجاهل وليس جهلا بحقائق السياسة السعودية في مرحلتها الراهنة التي توجهت إلى البحث عن مصالحها أينما كانت، وبناء علاقات جيدة مع كل الدول التي يمكن الاستفادة منها والتي تحترم مواثيق واتفاقيات العلاقات الدولية، وهذا لا يعني سوء العلاقة مع أي حليف تقليدي ولا يجب أبداً أن يفسر كذلك، وعلى سبيل المثال فإن أمريكا وبريطانيا وفرنسا كدول كبرى ترتبط مع المملكة بعلاقات قديمة تعيد التأكيد دائما على أهمية وثبات العلاقة مع المملكة ودورها المهم في معادلات السلم والاقتصاد العالمية.


المملكة دولة لها سيادتها واستقلال قرارها، وتسعى لتطوير ذاتها في كل المجالات بالاستفادة من الخبرات في أي مكان، وتحرص على علاقات متوازنة مع الجميع.