-A +A
عبده خال
تراجع ترمب عن الضربة العسكرية لإيران قبل عشر دقائق من التنفيذ، تراجعه ذاك أحدث حرباً كلامية طالت جميع وسائل الإعلام العالمية، وتصدرت الأخبار، ودُعي له عشرات المحللين السياسيين بحثاً عن الإجابة: لماذا تراجع ترمب عن قرار الضربة؟

وبالرغم أن ترمب لم يجعل الأمر معلقاً، بل أوضح أن أسباب التراجع عندما علم أن النتيجة ستؤدي إلى مقتل 150 إيرانياً عندها فضل التريث، وعلل أن الطائرة التي أسقطتها المضادات الإيرانية ما هي إلا طائرة مسيرة ولو كانت تحمل ركاباً لكان الرد عنيفاً!


فهل هذا كان عذراً؟ أم هو ممكن الحدوث وفق معطيات الاستخبارات الأمريكية؟ وأقصد بالممكن ضرب الطائرات المدنية وليست العسكرية، لأن ثمة طائرة عسكرية أمريكية كانت تسير على بعد أميال قريبة من الطائرة المسيرة الساقطة..

وإذا كان ممكناً ضرب الطائرات المدنية فهذا يمثل خطراً يفوق خطر الحرب ذاتها، فقد جربت إيران اختراق القوانين الدولية من خلال ذراعها (الحوثي) باستهداف مطار مدني على صالات المسافرين، ليقول المتحدث الرسمي للحوثيين إنهم في حرب وليس للقانون الدولي مكان، وانتظرنا للعالم ما الذي يمكن فعله إزاء الاختراق القانوني فلم يحدث شيء، فهل كان استهداف المطار (في أبها) ضربة لقياس ردة الفعل العالمي؟

إذا كان كذلك -ولا أظنه إلا كذلك- فإن المنطقة ستكون أكثر اشتعالا بوجود المتهورين في إيران (وأقول المتهورين اقتفاء لما قاله ترامب بأن من أسقط الطائرة الأمريكية المسيرة أحد المتهورين)..

أعتقد أن إيران تحفز العالم أجمع لأن يقف على أصابعه من خلال تصرفات رعناء، فمع أنها تعلن بأنها لا تريد حرباً تجد أن أفعالها المنتشرة من خلال أذرعها (ومن خلال نفسها) تمارس تصعيداً مرتفعاً.. تفعل كل هذه العدائية من أجل هدفها الرئيس (تصدير الثورة) فكيف يكون حالها لو استكملت تخصيب القنبلة النووية؟

لا أحد يظن بأنها تتخبط في عملياتها المتعددة البسيطة، بل هي تقوم بالعمليات الصغيرة لمعرفتها ما يفعله مستصغر الشرر.