-A +A
حمود أبو طالب
(أنا فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه. كان كثيرون يقولون لي إن أصعب ما سأواجهه في التحول الإستراتيجي هو المقاومة، ولكني رأيت أن هذا العامل ضئيل جداً في الشباب السعودي الذي صار يتسابق أمامي ويقود التغيير. وأود الإشادة بدور الشباب مطعماً بالخبرات في الحراك الذي تعيشه المملكة. إنها رؤية شابة، روحها شابة.

كما تحول النقاش من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعاً).


بهذا المقطع من حوار ولي العهد مع صحيفة الشرق الأوسط نضع أيدينا على سبب مهم من أسباب التحولات الهائلة التي تعيشها المملكة على كل الأصعدة، إن لم يكن أهمها على الإطلاق وهو التماهي والتناغم والانسجام الكامل بين رؤية الدولة ورؤية المواطن، رغباتها ورغباته، طموحها وطموحه، ثقتها فيه وثقته فيها، ولولا هذه الحقيقة لكان التغيير صعباً ومتعثراً. الدولة أخذت زمام المبادرة عندما استشعرت أن المواطن جاهز لوضع يده في يدها للانطلاق، وبالطبع كان في الحسبان ضرورة وجود بعض العقليات المتكلسة بأغلفة الماضي لكنها قلة قليلة لم يعد لها تأثير ولا تستطيع وضع العصي في عجلات التغيير.

هذا الواقع يذكرنا بما كان يقال قديماً بأن الدولة تسبق المواطن في التحديث استناداً إلى تحولات مفصلية تمت بقرارات من الدولة في ظل ممانعة لها، لكن لو أردنا الحديث عن هذا الجانب بموضوعية فإنه ليس صحيحاً أن غالبية المواطنين رفضت في يوم من الأيام أي خطوة اجتماعية تطويرية، كل ما في الأمر أن فئة تمثل نسبة قليلة جداً من المجتمع هي التي كانت تمانع وتقاوم، ولكن لأنها ذات تأثير وصوت مرتفع تم تنميط المجتمع من خلالها وسحب قناعاتها عليه ليقال إن المجتمع السعودي ضد التغيير الإيجابي.

الشريحة الأكبر من مجتمعنا الآن هي شريحة الشباب المتعلم المنفتح على ثقافات العالم وعلومه، وهي الشريحة التي تتسلم قيادة الوطن في سباق التنافس المحموم بين مجتمعات العالم لحيازة مراكز متقدمة علمياً واقتصادياً، هذه الشريحة هي الرهان الصحيح للوطن، وهي التي تجعل الدولة تتخذ قراراتها باطمئنان كبير إلى وجود مواطن يفهمها ويسير معها في درب الطموح والإصرار على الإنجاز.