-A +A
إدريس الدريس
لو كان لي نصيب من المكانة العلمية الشرعية التي تخولني أن أقتعد للإفتاء لكنت جثوت على ركبي وأمعنت بحثاً في بدعة الصلاة جلوساً على الكراسي ومع علمي أن هناك الكثير ممن لديهم الحجة أو الحاجة التي تدعوهم للصلاة على الكراسي وهي الظاهرة التي أخذت في التفشي أخيراً بين المصلين في المساجد إلا أنني أشعر أنه قد تم التمادي في هذا المسلك على النحو الذي باتت صفوف الجوامع الأمامية محتشدة بالكراسي وممتطينها وصار صف الكراسي يدخل ضمناً في تصميم وتأثيث المساجد حديثة الإنشاء، أعلم أن هناك المضطرين ممن أجروا عمليات الركب والمفاصل ولم يعد بإمكانهم ثنيها للسجود لكنني ألحظ أن بعض المصلين يختار الراحة جلوساً على الكرسي مع قدرته على القيام أثناء قراءة الفاتحة بدليل أنه يسجد على الأرض لكن العدوى تصيبه من الجلوس المجاورين، ويزداد الأمر غرابة حين تجد أن العدوى قد سرت في نفوس بعض الفتوات من الشباب ممن هم ليسوا مضطرين لكن سجود الكرسي المنخفض يبقي على ثبات العقال وتكامل التشخيصة، ربما يكون في بعض كلامي سوء ظن أو سوء تقدير لكنني في المجمل أشعر أن ثمة تمادي في توجه العامة للصلاة على الكراسي دون سند شرعي واضح في المسألة، أنا لا أدخل هذه الظاهرة ضمن المحرمات أو المكروهات أو الحلال أو ماهو داخل في محيط الاضطرار لأنني غير مخول لإبداء الرأي في الأمر لكنني شعرت أن الترف والاسترخاء في الرخاء صار يثقل على البعض أداء اللوازم خاصة مع تفشي الرخصة في صلاة الكراسي رغم اختلاف حالات الاحتياج. فهل نسمع من ذوي الاختصاص رأياً قاطعاً في هذه الظاهرة ؟