-A +A
عبده خال
لماذا تتسلح دولة قطر حربيا -من فرنسا- بمبالغ مهولة محتلة المركز الأول بحيث تفوقت على السعودية في هذا الأمر؟

ويمكن لأي شخص أن يقول هذا أمر سيادي يخص دولة قطر ذاتها من غير أن يوجه لها مثل هذا السؤال، حسنا.


إن وراء أي حدث يكمن بسبب ما، وقبل أن تسأل يكون هناك تحليل ما.. فلو انتقلنا إلى واقع المنطقة الخليجية يصبح السؤال قائما على الأقل وقابلا للتحليل واستنباط إجابة خاصة بالسائل، ومن المعروف أن المنطقة مهتزة وقابلة للانفجار في أي لحظة إذا تم تغيير السيناريو المتفق عليه بين المتواجهين، فهل تسلح قطر هو تسلح استباقي أو أن قطر تستعد لأن تواصل دورها كرأس حربة في نغز خاصرة الدول الخليجية التي لم تتأثر بويلات الربيع العربي، ولأن قطر كانت داعمة لسقوط دول الربيع العربي، ولم يعد خافيا تآمرها على جيرانها فيصبح تسلحها محل ريبة وحذر.

من هنا، هل يمكن وضع سؤال مرادف ينير ما سوف يحدث غدا؟

دائما المعتدي تكون أفعاله مؤشرا لنوع الاعتداء الذي سوف يقوم به، ولو عدنا للواقع، هل اتخذت قطر وضعا جديدا في أن تكون رأس حربة لإيران أو أن تبقى مستعدة لأي سيناريو محتمل يجعلها (جوكرا) في ترجيح ميزان الكفة لأي تطور أو تراجع أمام إيران؟

أقول هذا مع ثبات قطر على موقفها الأصيل وليس الظاهر، فظاهريا هي ترحب بحل أزمتها مع جيرانها إلا أن المخفي (والأصيل) ثباتها وتصلبها في عدم حل الخلاف، فقد انتهت القمة الخليجية وقبلها وساطات سعت للتقارب ومع ذلك بقيت قطر تنتظر شيئا ما يمكنها من إملاء الحل الذي تراه مرضيا لها، وقضية الإرضاء ليس لكونها في براء مما فعلته سابقا وإنما إرضاء بما سوف تفعله من إضرار بجيرانها ليكونوا تحت الضغط ويقبلوا بشروط المصالحة.

يمكن للخيال منح النظام القطري هذا الموقف، إلا أنه يظل خيالا بينما السياسة هي مواقف فعلية تقوم على اكتساب المصلحة الوطنية، فهل تتصور قطر أن موقفها المتعنت سوف يمضي بها قدما أم أن الواقع سوف يجردها من دورها كرأس حربة في إيذاء دول الخليج؟

أقول إيذاء لأنها سبق أن فعلت ذلك الإيذاء وما زالت مقدمة عليه بإصرار، بينما الدول المقابلة لها سعت بقبول الوساطات مقابل تخلي قطر عن تعنتها.. هنا يصبح التعنت وسيلة لانتظار شيء ما تحيكه السياسة القطرية في الخفاء أو مرتهنة لأداء دور مضر حسب الطلب.

ويمكن قراءة التخيل الذي يعشعش في رأس النظام القطري بأن تكون ذراعا متقدما لمهاجمة السعودية لو حدث تغير في الأحداث مما يجعلها تبادر على فعل ذلك؟

وهو خيال قاصر عن فهم أسس المواجهة الحربية مع الجيران الذين يستطيعون خنق دولة صغيرة تريد مضاهاة دولا ضخمة.

المشكلة الآن أن قطر تنظر لنفسها من خلال مرآة مكبرة فتنعكس الصورة للناظر متصورا نفسه عملاقا وهذا هو الزيف أو الوهم.