-A +A
منى العتيبي
ضرب مشهد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في زيارته لأبطالنا المرابطين على الحد الجنوبي ومعايدته لهم في أول أيام العيد صورةً لأعمق معاني القيادة والجودة في الأداء، اللتين تعقد فيهما الدورات التدريبية وتبذل من أجلهما الأموال لتحسين مخرجاتهما وغالبا ما تفشل في تحقيق أهدافها.

وقرأتُ في المشهد ثلاث رسائل ضمنية لكل مسؤول وقائد ومواطن، أولها أن نجاح القائد معقود على مدى فاعليته مع الفريق ميدانيا وفي كل الأوقات أسعدها وأعقدها كما فعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وشارك فريقه في العيد بعيدا عن الأهل والأقارب، وعاش نفس الظرف والمشاعر؛ فالمسؤول الذي يعيش مع فريقه الأحداث والظروف والمشاعر يدفع العمل نحو النجاح.


أما الرسالة الثانية فتقول بأن مصدرية الجودة والحس بالمسؤولية منبعها المراقبة الذاتية داخلنا؛ متى ارتفع لدينا الحس بالمسؤولية أنتجنا العمل المجوّد وقدناه نحو الهدف بهمة عالية لا تفقد روحها ولا تمل.. وجاءت هذه الرسالة عندما نوه ولي العهد إلى دور أبطالنا في الحد الجنوبي في حماية ٣ ملايين مسلم أدوا فريضة العمرة بكل أمان واطمئنان، ورجالنا في الحد يقدمون أرواحهم فدوة للدين والوطن، يسهرون الليل ويواصلونه بالنهار.. متيقظين كل ثانية لكل هجمة تأتي من الأعداء.. مترصدين لهم، حفظهم الله لنا ورعاهم برعايته وردهم إلينا سالمين. هذا الدور البطولي والمجوّد نبع من الإيمان الداخلي لجنودنا بدورهم ولم يقصروا ولم يتعذروا بحجة ظروفهم ولم يتعذر أميرهم القائد بحجة ظرفه العائلي ومناسبة العيد؛ بل باشر عمله معهم مقدما لهم التهاني بالعيد.

كما جاءت في المشهد رسالة ثالثة جليّة من سموه قائد الرؤية السعودية ٢٠٣٠ تشحذ الهمم لرفع سقف الطموح والجهد في تحقيق الرؤية التي وصلت الآن مرحلة مفترق الطريق وتحتاج بذلك إلى السرعة مع الإتقان في الإنجاز وتحقيق أعمالها.. فالوقت يمضي والأحداث على كافة أصعدتها العالمية تتسارع في السباق والتطور ونحن نحتاج العمل ليل نهار وبذل الجهد أكثر وأكثر في اللحاق بركب النهضة التي رسمناها لبلادنا.

زيارة سمو ولي العهد أمير العزم محمد بن سلمان لم تكن زيارة عادية ولا زيارة لتأدية مهام العمل إنما اختيار المكان والزمان وفي ظل كل هذه الظروف التي تزامنت مع القمم السعودية تنم عن شخصية مسؤولة تريد أن تصنع في كل شخصية سعودية الحس العالي من المسؤولية والصدق والأمانة في الإنجاز، تريد أن تبني جيلا قادما يستشعر معنى المواطنة الحقة وبالتالي يشعر كل مواطن سعودي بأنه رجل أمن مسؤول عن حماية دينه ووطنه.* كاتبة سعودية