-A +A
عمر محمد العمري* 3OMRAL3MRI@
الشباب هم الفئة الذهبية لأي مجتمع واعٍ يدرك أهمية استثمارهم لتعزيز قدراته وإمكاناته، ويتطلع لمستقبله، وبنائهم جيداً، يسهم في رسم مستقبل الإنسانية بطريقة نموذجية، وفترة الشباب هي مرحلة الطاقات والاستعدادات، مرحلة المشاعر الجياشة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة، كما أن الشاب ذو استعداد جسماني ونفساني سريع التكيف مع المتغيرات والمستجدات، ويتحلى بالذكاء وحس الاطلاع، إضافة إلى صفاء الضمير، ونلاحظ أن هذه الخصائص المرحلية تساهم أيما إسهام إذا حسن استثمارها في إطار تربوي إلى هداية الشباب إلى الطريق المستقيم وبناء شخصيته الواعية بأفضل نحو.

فالشباب الواعي لوطنه ولمستقبله هم كنوز غنية للمجتمع، ومن الخطأ أن نكتفي بإحصاء ثروات بلد ما، دون أن نضع طاقات الشباب في الحسبان، إذ ثمة بلدان كثيرة تمتلك ذخائر وثروات وخيرات كثيرة ولكنها تفتقد القوى الفاعلة التي تستثمرها أي قدرة الشباب، كما أن هناك بلاداً تخلو من الذخائر والثروات والمنابع الطبيعية، لكنها تسير أمورها، وترفع هذه البلدان النواقص والاحتياجات اللازمة التي تواجهها من خلال برمجة هذه القدرات واستثمارها بالشكل الصحيح، إذ إن الاستفادة من قدرات الشباب هي ثروة عظيمة بحد ذاتها، والكثير من البلدان ما كان لها أن تتخلف لو أنها استعانت بقدرات الشباب، ولابد من اعتبارهم وروداً وثماراً على وشك التفتح والتبرعم، ولابد من سقيها ورفع احتياجاتها لكي تثمر ثماراً وافرة.


ومن أجل أن يسلك الشباب النهج السليم في حياتهم، يتعين على الجميع أن يقوموا بمسؤولياتهم وواجباتهم إزاءهم، كل حسب طاقته والمسؤولية الملقاة على عاتقه، فيستوجب على الآباء والمؤسسات التعليمية أن يؤدوا الأمور التربوية والتعليمية بأفضل نحو ممكن، وأن يكونوا جميعاً محققين لغرس الانتماء الوطني ومهارات التفكير والقيم الإيجابية في نفوس شباب الوطن، مع التعزيز الدائم لهذه القيم، لما يترتب عليها من تكوين اتجاهات وسلوكيات حميدة على الفرد أن يسلكها منذ صغره، وغياب الانتماء أو ضعفه نتيجة للتقدم في مجال الاتصالات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، خطر يهدد حياة أي مجتمع، وينشر الأنانية والسلبية بين أبنائه.

إن فئة الشباب وما تعنيه من أهمية على كافة المستويات والأصعدة لها الدور الكبير والمؤثر الذي قد تلعبه في الحاضر والمستقبل وفي دعم مسيرة المجتمعات وتطوير الأوطان وحمايتها كشريحة لها وزنها، وتحتاج إلى من يوجهها ويستثمر طاقاتها كشريك قوي في التغير والتنمية وفي مجالات الحياة المختلفة وأبرزها، وإعطائهم مساحات رحبة للإبداع والأصالة، ولابد من تعزيز الأخلاق النبيلة بينهم، وغرس حب الوطن في نفوسهم ليكونوا شخصيات مستقلة ودروعاً حصينة لبلادهم في مواجهة أي تيارات خارجية عدائية أو هجمات إعلامية شرسة تستهدف أمننا وقيادتنا ولحمتنا الوطنية.

* مشرف تربوي في جامعة الإمام