-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
خلال يومين عقد في المملكة العربية السعودية ثلاث قمم من العيار الثقيل، قمة خليجية وقمة عربية وقمة إسلامية، قمم استثنائية دعا لها قائد استثنائي، واختار لها زمنا استثنائيا ومكانا استثنائيا فحققت نجاحا غير مسبوق.

قالها الأمين العام لجامعة الدول العربية إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لانعقاد القمة العربية وجدت استجابة سريعة من الدول العربية فخلال 36 ساعة فقط وافقت 16 دولة على عقد القمة والمشاركة فيها.


الدعوة لعقد القمة الإسلامية هي الأخرى وجدت قبولا واستجابة سريعة غير مسبوقة ومشاركة عالية التمثيل، وهذا الإقبال والقبول على القمم الثلاث وما صدر عنها من بيانات ختامية قوية ومباشرة تدين العدوان على الملاحة في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة والعدوان على محطات التكرير في الدوادمي وعفيف، المدعوم من إيران، وتحذير البيانات الختامية لإيران من تدخلها في دول المنطقة، وتأكيد البيانات على وقوف جميع الدول صفا واحدا ضد ما تمارسه إيران من تهديد للأمن القومي العربي والأمن الدولي ودعم للإرهاب وللمنظمات الإرهابية المحظورة، كل هذا وجه رسالة واضحة لإيران أن الصف الخليجي لا زال موحدا وأن الصف العربي يبقى صفا واحدا لا يقبل الاختراق، ووجه رسالة قوية للعالم أجمع أن الدول الإسلامية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، ليس فقط بالسهر والحمى، بل بدفع البلاء عنه والقضاء على الجرثومة التي تحاول التغلغل فيه!.

درس لا يقل أهمية خرج من نجاح قمم القبلة في قبلة القمم، ووجه صورة من دون تحية ولا تقدير لأردوغان، بأن أبصار شعوب وقيادات العالم الإسلامي تتجه إلى حيث يطبق شرع الله ويستن بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عملا وقولا ودستور حياة، وليس هياطا وخداعا، ولعل الشعب التركي أحد الشعوب التي تدرك ذلك جيدا وتنظر للمملكة العربية السعودية نظرة إجلال وتقدير واعتزاز بتطبيقها لشرع الله واتخاذها القرآن الكريم دستورا، وخدمتها للحرمين الشريفين، والشعب التركي لم ولن تروق له مواقف أردوغان من المملكة ولا من القمة الإسلامية ومستوى التمثيل، وهو بالمناسبة ضاق ذرعا بأردوغان منذ عدة سنوات، واكتشف أن أردوغان رئيس بلدية إسطنبول كان مجرد طعم للوصول لأردوغان الرئيس الذي خيب آمالهم تارة بالفساد وتارة بالهياط الذي يغطي الفساد، وهو شعور يفضفض به المواطن التركي لمن يثق به عندما يأمن أن الجدران ليس لها آذان.

هذا الإجماع الخليجي العربي الإسلامي في التجاوب السريع مع دعوة خادم الحرمين الشريفين، والخروج ببيانات ختامية قوية ومباشرة تؤكد للجميع أن المملكة العربية السعودية هي قبلة القمم، بما تحظى به من ثقة العالم أجمع شعوبا وقيادات، المبنية على أساس من المواقف التاريخية والقيم والمبادئ، وهي رسالة واضحة لأصحاب الأطماع، فرسا كانوا أم تركا أم أذنابا لهم، بأن القبلة السياسية للعالم أجمع هي ذات القبلة التي تتجه لها شعوب المسلمين.

* كاتب سعودي