-A +A
بشرى فيصل السباعي
الحرب هي كأي عنف تعتبر نكوصا عن الطبيعة العليا المتحضرة إلى الطبيعة الدنيا الغرائزية المشتركة مع الحيوانات التي لا تملك حل خلافاتها إلا بالعنف، لكن إن حصلت الحرب مع إيران فحتى لا تتحول إلى عراق ثانية ومفرخة للجماعات والمليشيات الإرهابية فيجب الاستفادة من دروس غزو أمريكا للعراق 2003م وأهمها التالي:

تخفيض العمليات الحربية بأقصى ما يمكن وعدم الاعتماد عليها فقط لإسقاط النظام إنما التواصل مع القيادات التنفيذية لأجهزة النظام وقواته لإقناعهم بالتعاون مقابل ضمان عدم ملاحقتهم.


عدم خصخصة الحرب وإحالة عملياتها لشركات كل همها الأرباح المالية وليس الأوضاع على الأرض، ومن ذلك عدم توظيف شركات المرتزقة لأنهم غير متقيدين بالانضباط العسكري وقيمه ولهذا هم أكثر من يقترف الجرائم بحق الناس، ومن ذلك أيضا عدم اختطاف القرار الوطني وخصخصة الثروات بعقود احتكارية ضد مصلحة البلد وأهله لصالح الشركات الأجنبية

عدم تحويل قوى التحرير إلى قوى احتلال وذلك بعدم الانتشار العسكري للجيوش الأجنبية على الأرض وفرض سيطرتها المباشرة إنما تتم الاستعانة برجال الجيش والشرطة المحلية لفرض الأمن، فالانتشار العسكري الأجنبي سيستفز الشعب ويولد المقاومة ويستتبعها إقامة معتقلات وتعذيب وقتل من قبل القوى الأجنبية، وهذا يجعلها تخسر التأييد الشعبي.

عدم تفكيك أجهزة وهياكل الدولة لأن هذا سيؤدي لانهيار المجتمع وفشل الدولة وشيوع الفوضى التي تنشأ في رحمها الجماعات الإرهابية، ومن ذلك عدم إقامة حملة تطهير ضد المحسوبين على النظام المخلوع من مستوى البيروقراطيين «الروتين الحكومي» والتكنوقراط «القيادات العلمية والتقنية»، ومن ذلك أيضا عدم حل الجيش والشرطة، لأن منسوبيها سيتحولون إلى تكوين جماعات إرهابية، وبالعراق شكلوا نواة داعش وسببا لتفوقها على الجيش والشرطة الجديدة وتمكنها من إخضاع مدن بكاملها لسيطرتها.

عدم الانسياق وراء مزاعم شخصيات معارضة قد تكون لديهم مطامع وحسابات شخصية يريدون تصفيتها فيفبركون مزاعم باطلة، وبخاصة إن كانوا طائفيين.

عدم استخدام أسلحة تترك تلوثا طويل الأمد يتسبب بوباء من السرطانات وتشوه المواليد كاليورانيوم المنضب.

عدم تدمير البنية التحتية الخدمية فهذا أكثر ما يستفز الشعب.

عدم إنكار الأخطاء إنما الاعتراف بها والعمل بشكل حقيقي على ضمان عدم استمرارها أو تكرارها، ومن ذلك عدم منح الجنود الأجانب حصانة قانونية ضد المحاسبة على تجاوزاتهم فهذا يطغيهم.

عدم تقسيم المجتمع بفرض نظام محاصصة على أساس طائفي وعرقي.

مراعاة الحساسيات الدينية والثقافية المحلية ومن ذلك تعيين عسكريين لديهم خبرة فيها مثل من هم من أصول إيرانية مهاجرة.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com