-A +A
منى العتيبي
شهدنا هذه الأيام من معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ حركة تجديد وتغيير لقيادات ميدانية خارج مبنى الوزارة نفسه؛ تشمل مديري التعليم، القادة المباشرين للميدان، القريبين من الهدف (الطالب)، حركة التغيير التي جاءت انطلاقا من البنية التحتية تنم عن وعي معالي وزير التعليم بالأهداف الجوهرية لمعنى التغيير.. وكل ما يتم في هذه المرحلة التي يشهدها كل مَن يبحث عن التطوير الفعلي تعد مؤشرا طيبا.

لو بحثنا بين العديد من ملفات رجالات وقادة التغيير لوجدنا الأغلبية الجادة فيهم كانوا أصحاب همة وأحدثوا تغييرا، منهم مَن بدأ من الهرم الأعلى فالأدنى ومنهم من كان الأكثر فطنة وبدأ بالأدنى؛ لأنه يُدرك بأن هناك قادة في الأدنى مؤثرون ويقودون قادتهم في الهرم الأعلى..


مرحلة التغيير مهمة جدا ولكن الأهم والأخطر منها مرحلة ما بعد التغيير؛ هذا المنعطف الّذي يصنع الفارق الحقيقي في تحقيق الهدف الذي يطمح له القائد أو العودة إلى نقطة الانتكاسة.. كثيرون جدًا من القادة أيًّا كانوا تغفل عنهم هذه المرحلة ويقفون عند مرحلة التغيير نفسها ظنا منهم بأنهم أحدثوا المطلوب من التغيير ولا يدركون بأنهم صنعوا عنوانه فقط!

صناعة منهج ما بعد التغيير يحتاج مجهودا من ثلاثية المتابعة والتخطيط الإستراتيجي والأثر الواقعي مجهودا في مراقبة مرحلة كيفية توظيف أدوات التغيير، مجهودا في قراءة خطة ما بعد خطة التغيير.. لو طرحنا سؤالا ما دور الوزارة حاليا في هذه المرحلة؟ هل ستكتفي بالاطمئنان إلى الثقة في اختيار مديري التغيير؟ هل ستطمئن لهم وترمي كامل المسؤولية عليهم حتى يحدث الخطأ أو ترتبك المسؤولية ثم يتم استبدالهم؟ أم تنتظر أن تُطرق أبواب الشكاوى أم وأم ؟ ما هي الخطة بعد التغيير؟

في الكلمة التي وجهها معالي الوزير لمديري التغيير رسم خارطة الطريق لمديري التعليم والتي تحمل ضمنيا بعضا من منهجية مرحلة ما بعد التغيير؛ حيث وضع أُولى لَبَنات التغيير وهي التركيز على الهدف (الطالب) ثم تتبعها عمليات وتحديات صناعة الفارق في تحقيق الهدف بما يتوافق مع تطلعات رؤية الدولة المستقبلية.. كما نوه بالدور المفصلي الذي يجب أن يتبناه مديرو التغيير.. هذه الخارطة التي رسمها معالي الوزير في كلمته والتي تحمل ضمنيا لمديري التغيير في دلالاتها الخطابية لهجة التنويه على ضرورة الالتفات إلى مرحلة ما بعد التغيير لا تكفي لتحقيق المرحلة؛ بل على الوزارة لكي تنجح في ما أحدثته من تغيير أولا رفع سقف المراقبة والمتابعة، ثانيا تبني منهجية المراجعة والتصحيح والتأهيل وألا تترك سنوات الميدان لحميدان لتكتشف فجأة بأن التغيير لم يكن تغييرا!

* كاتبة سعودية