-A +A
عبده خال
السعودية لو أشعلت أصابعها العشر لتنير الطرق المظلمة لما رضي عنها أولئك المثبطون لأي أمل يمكن له إعادة صياغة الأمة العربية.

عشرات القمم كانت فيها السعودية هي الراعية والكافلة والمساندة والضامنة لما ينشأ من اختلافات عربية، ومنذ نشأت الدولة وهي تمنح المساعدات من غير منة، إذ تعتبر تلك المساعدات المالية والناصحة والتشاورية دورا جوهريا في وجودها.


وحين قُوبلت مجهوداتها العميقة والممتدة بالنكران لم تقطع عونا بذلته ولم تسحب يدا مدتها، وفي الأزمات العديدة التي عبرت خلال السنوات الأخيرة تنكر الكثيرون، وتبجح الكثيرون، ومع ذلك بقيت تفتح صدرها حتى لو تم نغزها من هنا أو هناك.

وفي الاستهداف السافر على بلادنا كان رأس الهرم السياسي له حنكة المدبر وتريث الحليم، وتباطؤ القادر.

ولم تطالب السياسة الخارجية لبلادنا أي دولة برد الدين لما فعلنا من جميل، ولم تذكر أيا برد الوفاء، بقيت دولتنا تتأمل كل ما يحدث من جحود وتتناسى كصنيع الكبار.

وفي أي مناسبة تتطلع بها المملكة كدور عربي لحل القضايا العالقة أو تنادي بالجمع من غير تفرقة تجد الكارهين قد جهزوا صحائف الشتائم والتهم واللعب على عواطف الناس لإيغار الصدور.

ومنذ الإعلان عن مؤتمر وثيقة مكة المكرمة والصحائف منشورة تشي بمراجل من حقد وكراهية، هؤلاء الكارهون يتناسون دوما أن السعودية تدعو للوئام وحين يتعرض أمنها الوطني للمخاطر فإنها لا ترغب في اتخاذ القرار منفردة وإنما تستأنس بآراء إخوتها لتجنب ما يمكن تجنبه.. وعلى المنصف العودة لجميع القمم لمعرفة الدور الذي تنهض به المملكة، وأيضا على المنصف مراجعة كل القمم التي عقدت في الحرم المكي، فجميعها كان شعارها السلام.. فلماذا يجن جنون الكارهين حين تشعل السعودية أصابعها العشر لتنير الطرق المظلمة؟