د. عبدالرحمن السديس
د. عبدالرحمن السديس




الزميل الحامد خلال حواره مع الشيخ السديس في المكبرية، ويبدو الزميل هاني حيدر مساعد مدير الإعلام بالرئاسة. (تصوير: قطاع الإعلام)
الزميل الحامد خلال حواره مع الشيخ السديس في المكبرية، ويبدو الزميل هاني حيدر مساعد مدير الإعلام بالرئاسة. (تصوير: قطاع الإعلام)
-A +A
حاوره: فهيم الحامد (مكة المكرمة) OKAZ_online@
أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتسخير كل الإمكانات المادية ومتابعة كل صغيرة وكبيرة والاحتياجات الخاصة باستكمال المشاريع في الحرم المكي والمسجد النبوي. وقال الشيخ السديس في حوار مطول أجرته معه «عكاظ» بمشاركة الزميل سليمان العيدي داخل مكتبه بالحرم المكي إن الزيارة الأخيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمسجد الحرام كان لها أكبر الأثر والدعم للمضي باستكمال المشاريع في الحرم المكي والحرم المدني. وأضاف: «لقد أبلغني ولي العهد أن خادم الحرمين الشريفين لن يتأخر في تلبية أي احتياج لمشاريع الحرمين الشريفين». وحول رؤيته للقمة الإسلامية التي ستعقد في رحاب مكة، قال الشيخ السديس إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو رائد التضامن الإسلامي، وحريص على تكاتف الدول الإسلامية وتآخيها. وتابع: «إن حنكة وحكمة خادم الحرمين الشريفين ستؤدي بإذن الله تعالى لإنجاح القمة، بدعم ومؤازرة من ولي عهده الذي لا يألو جهدا في تعزيز التضامن الإسلامي». وحول مدى ارتياحه لنتائج الخطة قال الشيخ السديس: تم طرح ١٤٠ مبادرة للخطة التشغيلية لشهر رمضان في الحرمين، ونسعى جاهدين لتجاوز العمل التقليدي والنمطي والانتقال للعمل الإبداعي مواكبة لرؤية الخير والنماء (رؤية 2030). وتابع: «أؤكد لكم أننا نعمل في الرئاسة في إطار العمل الإبداعي والخلاق»، مشيرا إلى أن المبادرات الرمضانية انطلقت بوسْم عام وهو «كيف نكون قدوة؟»، انبثق عن الحملة المباركة التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وكذلك «أَمنُك هدفنا، وسلامتك غايتنا». وقال الشيخ السديس: «يجب أن تكون خدمة ضيوف الرحمن على أعلى مستوى، وإني على يقين بأن جميع موظفي الرئاسة يعون تماما هذه المسؤولية المباركة التي كلفوا بها». وإلى نص الحوار:

• شكرا لكم بداية لإعطائنا فرصة الحوار معكم ونحن نعلم ضيق برنامجكم وجدولكم المزدحم خصوصا ونحن في شهر رمضان. وأبدأ سؤالي الأول بالإشارة إلى ما أوضحتموه في حفل تدشين الخطة الرمضانية؛ أن خطة رمضان للعام الحالي لم تكن نمطية تقليدية إذ تعتمد على المبادرات النوعية؛ حيث أعلنتم عن ١٤٠ مبادرة.. ما هي المبادرات التي تم تنفيذها حتى الآن؟


•• الحمد لله؛ نسعى جاهدين لتجاوز العمل التقليدي والنمطي والانتقال للعمل الإبداعي في إطار رؤية ٢٠٣٠. والمبادرات الرمضانية انطلقت بوسْم عام؛ وهو «كيف نكون قدوة؟»، الذي اقتبسناه من الحملة التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل. وكذلك «أَمنُكُ هدفنا، وسلامتك غايتنا»، والرئاسة كما ذكرتم أطلقت في شهر رمضان نحو 140 مبادرة نوعية. وأؤكد لكم أن منسوبي الرئاسة نفذوا العديد من المبادرات وهناك مبادرات في طريقها للتنفيذ خلال الأيام القادمة. ومن أهم المبادرات التي نفذت مبادرة «الطائفون أولاً» التي سعت الرئاسة من خلالها إلى إفساح المجال للطائفين والمعتمرين ليؤدوا مناسكهم بكل يسر، عقب توجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بإخلاء صحن المطاف وجميع المناطق المصممة للطواف وتخصيصها للطائفين فقط، ما عدا أوقات الفروض الخمسة، ومنع سُفر الإفطار داخل الصحن، وتخصيص البدروم للمعتكفين من بداية شهر رمضان المبارك وحتى نهايته.

• ولكن.. بصراحة هل أنتم راضون عن أداء الرئاسة في شهر رمضان؟

•• هذا سؤال جيد وأشكركم على طرحه.. نحن في الرئاسة نسعى جاهدين أن يكون الأداء على أعلى المستويات لأننا نعي تماما عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا؛ خصوصا أننا جميعا في الرئاسة نخدم المعتمرين والزوار وقاصدي الحرمين وهذا شرف كبير لنا جميعا، وخدمة الحرمين يجب أن تكون على أعلى مستوى.. وأنا على يقين بأن جميع موظفي الرئاسة يعون تماما هذه المسؤولية المباركة.

• ما هي الأسس التي بنيت عليها خطة رمضان؟

•• في الواقع.. إن الخطة التشغيلية للرئاسة لشهر رمضان وضعت وفق الرؤية المباركة للمملكة (2030)، وتمت دراستها بعناية وبتعاون تام مع الجهات الحكومية العاملة في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وإيصال رسالة الحرمين وفق منهج الوسطية والاعتدال، وإبراز كل ما يقدم في الحرمين الشريفين؛ لأنها تعكس جهود هذه الدولة المباركة في تقديم أرقى الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما.

• هل يمكن تسليط الضوء على الرؤية والرسالة التي تؤسسون من خلالها العمل في رئاسة الحرمين؟

•• إن الرئاسة تسعى لتحقيق مبدأ حسن الوفادة للقاصدين لنشر الهداية للعالمين. ورسالتنا تتمحور في تمكين القاصدين من أداء العبادة والمناسك على بصيرة في بيئة آمنة طاهرة مثرية، وتحقيق رسالة الحرمين الشريفين العلمية والدعوية، مرتكزين على أسس مهنية واحترافية وكفاءات بشرية مؤهلة وتقنيات متجددة وشراكات فاعلة إلى الحفاوة وحسن الوفادة وتكريس روح فريق العمل الواحد والتخلي عن الفردية وتقديم مصلحة الرئاسة واعتماد منهجية الجسد الواحد المتناغم في أفعاله ومواقفه. كما أن تعظيم الحرمين واستشعار عظمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومركز انتمائهم وإجلال المسجد النبوي وتقدير مكانته هو محل الاهتمام الأكبر، فضلا عن إتقان وتجويد العمل والتفرد في إعداده وإخراجه ليكون نموذجاً متميزاً ومتطوراً يحقق رضا القاصدين.

• تحدثتم في كلمتكم خلال تدشين الخطة الرمضانية عن تبني الرئاسة للفكر الإبداعي، ما هي آليات هذا العمل؟

•• الفكر الخلاق والعمل الإبداعي هو أساس العمل ونحن ننطلق من مهارة توليد الأفكار الإبداعية، والاستفادة دوماً من المستجدات بعين المستكشف والباحث والمنفذ. والرئاسة تعمل على تطوير آليات عملها مواكبة للرؤية المباركة (2030).

• المحور الخدمي في الخطة التشغيلية لشهر رمضان أحد المحاور المهمة؛ خصوصا أنه يعنى بخدمة المعتمرين والزائرين.. ما الذي تحقق في هذا المحور؟

•• أتفق معكم في أهمية هذا المحور.. وفي الحقيقة المحور الخدمي يعنى بالإشراف على الأعمال الخدمية التي يحتاجها المعتمر والزائر. ومن أبرز المهام لهذا المحور: تطهير المسجد الحرام، وتجهيز جميع المواقع بما تحتاجه من سجاد وماء زمزم؛ والعمل على انسيابية الحركة والحشود وتنظيم دخول وخروج المصلين؛ فضلا عن تنظيم سفر الإفطار الخيري، وإرشاد التائهين داخل المسجد الحرام وساحاته، إلى جانب الإشراف على صناديق الأمانات، ومعالجة الظواهر السلبية التي قد تطرأ، وتأمين العربات بأنواعها لذوي الهمم وكبار السن، والإشراف على مجمعات دورات المياه بساحات المسجد الحرام.

• هل هناك أرقام وإحصاءات للخدمات التي قدمتها وتقدمها الرئاسة للمعتمرين والزوار خلا شهر رمضان؟

•• نحن نسعى دائما إلى الأفضل وتم توفير 10225 عربة يدوية و1500 عربة كهربائية، فضلا عن تأمين 110 آلاف وجبة إفطار صائم يوميا داخل ساحات المسجد الحرام، وتهيئة 210 أبواب لتنظيم دخول وخروج المصلين من وإلى المسجد الحرام، وأيضا تهيئة 25 ألف حافظة ماء زمزم، إلى جانب تجهيز 34591 سجادة، وإصدار 1500 تصريح إفطار صائم داخل الحرم، كما تم ترحيل ١٠٤١ طنا من النفايات من بداية رمضان وحتى السابع منه، وتم استخدام ٢٠٠ جالون من ماء الورد، واستهلاك نحو ٢٠ ألف كيس للأحذية تم وضعها على مداخل الأبواب، وإصدار ١٤٩٠ تصريح إفطار صائم. وهذه الأرقام ستزيد لأن هذه الإحصاءات للأسبوع الأول فقط. كما أن الخطة التشغيلية لشهر رمضان تضمنت 10 محاور، من ضمنها المحور التوجيهي والعلمي الذي يعنى بالإعداد والتنسيق لإقامة الدروس العلمية والتعليمية والدورات والمحاضرات وتنظيم الإمامة والخطابة وتوجيه وإرشاد المعتمرين والزوار.

• كم عدد الموظفين الذين شاركوا في تنفيذ الخطة؟

•• شارك ١٢٠٠٠ موظف وموظفة من القوى العاملة لتنفيذ الخطة، ويشمل هذا الرقم الرسميين والمؤقتين والموسميين والمستخدمين والعمالة المكلفة بالتطهير والصيانة والتشغيل. وتعلمون أن الحرمين الشريفين يشهدان ازديادا كبيرا من المعتمرين والزائرين والمصلين والمعتكفين خلال شهر رمضان، ولقد حشدت الرئاسة كافة إمكاناتها لخدمتهم وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر.

• يعد تعيين عنصر وكيل مساعد للشؤون النسائية في الرئاسة نقلة نوعية في رئاسة الحرمين؛ ما هو البرنامج الذي أطلقته الإدارة العامة للشؤون النسائية في شهر رمضان؟

•• الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف أعلنت منذ فترة تعيين العديد من العناصر النسائية في مناصب قيادية، وذلك في خطوة مواكبة لرؤية المملكة 2030، وتم إنشاء الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد النسائي بالمسجد الحرام، هذه الإدارة التي تسعى لتحقيق أعلى معايير رضا المستفيدات، بفتح قنوات التواصل مع القاصدات لقياس مستوى رضاهن وتقصي آرائهن والاستماع لمقترحاتهن والوقوف على شكاواهن، والإفادة من خبراتهن، وتلمس احتياجاتهن ووضعها في طليعة مستهدفات تحسين الخدمات والنهوض بها وفقا للتوجيهات والتطلعات.

• إذن؛ هل لدى الإدارة العامة للشؤون النسائية أي برامج أو مبادرات خلال شهر رمضان؟

•• رئاسة الحرمين تواكب الرؤية ٢٠٣٠؛ حيث أطلقت الإدارة العامة للشؤون النسائية 30 برنامجاً يتم تنفيذها خلال موسم رمضان لخدمة قاصدات بيت الله الحرام. ولقد أعدت الإدارة العامة النسائية خطة متكاملة لتنفيذ مبادرات شهر رمضان وعملت على تسخير كافة المتطلبات والإمكانات وتذليل العقبات لتحقيقها وتسهيل سيرها لخدمة ضيوف بيت الله الحرام في مختلف المجالات، وتهيئة الأجواء الروحانية وتعزيز الصورة المشرفة والأثر الحسن وغرس الرضا في نفوس قاصدات البيت العتيق.

ويأتي تفعيل المبادرات الرمضانية لتقديم الخدمات المتميزة للقاصدات في أروقة المسجد الحرام وساحاته ومرافقه واضعة آليات دقيقة لمتابعتها لضمان نجاحها، إسهاما في إعمار بيت الله الحرام واستثمار أوقات القاصدات، خصوصا أن هذه المبادرات منبثقة من استشعار الواجب الديني، والدور الوطني الذي تقوم به الإدارة العامة للشؤون النسائية مواكبة لرؤية ٢٠٣٠.

• إلى أي مدى نجحت الرئاسة في استخدام التقنية في الحرمين الشريفين؟

•• في الحقيقة.. إن الرئاسة تعتبر استخدام التقنية من الأساسيات لتحسين وتطوير الأداء؛ وأطلقت أخيرا نسخة محدثة من تطبيق «حرمين» للهواتف الذكية ضمن خطتها التشغيلية لموسم رمضان في إطار حرصها على تسخير التطبيقات الذكية والتقنيات الحديثة في خدمة ضيوف الرحمن. ويحتوي التطبيق في نسخته المطورة على خدمات ذكية للإرشاد المكاني لجميع المناطق داخل المسجد الحرام، إضافة إلى معلومات لحظية لكثافة الحشود على مدار الساعة ومعرفة حالة الازدحام داخل الحرم وفي الساحات وحالة الأبواب. كما يوفر التطبيق خدمة التبليغ عن المفقودين والتائهين داخل الحرم وربطهم بذويهم بطريقة إلكترونية. ويحتوي التطبيق على العديد من الخدمات مثل البث المباشر والخطب والدروس المترجمة وتوجيهات وآداب المناسك.

والرئاسة تعمل ضمن خطتها الإستراتيجية والتطويرية على خطة متكاملة للتحول الرقمي يتم من خلالها تسخير التقنيات الحديثة والتطبيقات الإبداعية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وتحقيق أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030.

• ننتقل للمحاور العامة، حيث لاحظنا هذا العام برنامجا متميزا بإطلاقكم برنامج التلاوات النادرة وإشراقات وعظية ومقتطفات خطبة الجمعة؟

•• لقد أطلقت إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين بالتعاون مع زملائهم في تقنية المعلومات والتواصل برنامجاً نهدف من خلاله لربط المعتمرين والزوار بمنتجات علمية وعظية وخصصنا لهذا الأمر فريق عمل يقوم بانتقاء ملامح من الخطب في الحرمين الشريفين، ومنها منبر الحرم المكي ومنبر الحرم المدني، والرفع بها إلى مواقع التواصل عقب انتهاء الدروس العلمية والخطب المنبرية، ووجدنا لهذا الأمر صدى مباركا. كما أننا أنجزنا مقاطع من التلاوات النادرة لأئمة الحرمين ربطاً بين الحرم وأئمته ووجد المتلقي فيها الروحانية وحسن الصوت وانتقاء أعذب الأصوات تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم «لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود».

• من ضمن المشاريع المباركة قيام المعهد وأكاديمية الحرمين ومكتبة الحرم بجهود علمية مشكورة؛ ما هي أهداف هذه المشاريع؟

•• مما لا شك فيه أن التواصل العلمي والفكري أمر أُخذ بالحسبان عند تصميم المبادرات، وأخذ هذا البرنامج دوراً ومكاناً في إطلاق عدة برامج علمية متخصصة يشرف عليها علماء أفاضل من أهل العلم والتخصص، ولذلك أعددنا البرنامج الثقافي لمعهد ومكتبة الحرم المكي الشريف ومثله في المدينة المنورة وأطلقنا برنامج إجابة السائلين والبرنامج العلمي المصاحب الذي يصدر في جدول يومي لإلقاء المحاضرات والدروس العلمية لكن المكتبة في العصر الحاضر أخذت جانباً يخدم الطلاب والعلماء وتلامذة المشايخ عن بُعْد، وكذلك قمنا في الحرم برقَمنة المكتبة ووضعنا على مدار الساعة أرقاماً للتواصل العلمي يشرف عليها أمناء المكتبة العلمية بما يرُيح قاصدي الحرمين أو المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي، وهذا من توفيق الله لنا في إدارة الحرمين ومن تيسير إيصال العلم بكل سهولة ويُسر، وما ينطبق على مكتبة الحرم هو بلا شك تُعنى به الأكاديمية الخاصة بالمسجد الحرام، وقد تعاون مركز تقنية المعلومات بالمساعدة على تحقيق أهدافنا في هذا الاتجاه الذي يسُعدنا وزملائي أن نمضي فيه خدمة للعلم والعلماء.

• تابعنا من خلال تصريحاتكم السابقة أهمية الترجمة بلغات عدة لخطب الجمعة، خدمة للمسلمين في شتى بقاع العالم، إلى أين وصل مشروع الترجمة؟

•• نحن ولله الحمد بدأنا بهذا المشروع منذُ فترة؛ وأجرينا تطبيقاً علمياً على برامج الترجمة منذ سنوات وباللغات، خصوصا الإنجليزية والفرنسية، وما مشروع ترجمة القرآن الكريم في صلاة التراويح في الحرمين الشريفين إلا أحد الأدلة التأكيدية على اهتمام الدولة بهذه الخدمة لإخواننا المسلمين المشاهدين للحرم المكي الشريف والمسجد النبوي وقراءات القرآن في الحرمين، أما اليوم فنحن أيضاً نقوم بترجمة خطب الجمعة الى اللغات الأردية والإنجليزية والفرنسية والمالاوية والفارسية عبر محطات FM، خصوصا بالحرم، تسهيلاً لفهم الخطبة وترجمتها فورياً، وكذلك نستعد لترجمة خطبة عيد الفطر المبارك، وما زلنا نطوّر هذا الأمر تباعاً وعلى وجه السرعة لتصل إلى أكثر من لغة تقريباً في العالم وهذا ما نعمل عليه مع الجامعات السعودية المختصة التي بالمناسبة أقدم لها الشكر على ما تبذله من جهد متميز في هذا الخصوص، وكذلك لزملائنا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على تعاونهم في هذا المجال.

• شعر المعتمرون والزوار باكتمال مشاريع الحرم واستكمال ما تبقى منها مع بداية الشهر؛ كيف تنظرون لاهتمام الدولة بالتوسعة وإكمال مشاريع الحرمين؟

•• هذا من نعم الله على هذه البلاد أن هيأ لها قيادة مباركة تحرص على ما يخدم الإسلام والمسلمين، وفي مقدمتها الحرمان الشريفان، اللذان يحرص خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، على متابعة كل صغيرة وكبيرة فيهما. وبالتأكيد كان للزيارة الأخيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله، أكبر الأثر والدعم للمضي باستكمال المشاريع في الحرم المكي والحرم المدني. ولقد أبلغني ولي العهد أن خادم الحرمين الشريفين لن يتأخر في تلبية أي احتياج للحرمين الشريفين. وهذا أمر غير مستغرب من سموه الكريم وقادة بلادنا يشكرون عليه ويدعى لهم جميعاً. فمشاريع التوسعة في مقدمة اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، جزاهما الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، وأنت ترى وغيرك كيف بدأنا نلمس سرعة الإنجاز والتنفيذ في هذه المشاريع، مثل مدخل باب الملك عبدالعزيز والطواف الذي أخذ سرعة في الإنجاز مع بداية هذا الشهر المبارك، وبحول الله سيواصل المشروع اكتماله وفق التوجيهات السامية التي تحرص على راحة المعتمرين والزوار وضيوف الرحمن على مدار العام.

• أشكركم لإعطائنا هذا الوقت، متمنين لكم النجاح والتوفيق.

•• وأنا بدوري أشكركم على جهودكم، كما أشكر صحيفة «عكاظ» على دورها في إبراز مشاريع التوسعة ورسالة الحرمين الشريفين.

3 رسائل..للأمة والقمة والإعلام الإسلامي

• وردا على سؤال حول رسالته للأمة الإسلامية في هذا الشهر الكريم؟

•• رسالتي أن نجعل هذا الشهر؛ شهر المبادرات.. وأن نتراحم ونتسامح،، فرمضان فرصة لاستشعار المعاني السامية التي قصد إليها الدين الإسلامي الحنيف.وأدعو الجميع أن يجعلوا من شهر الصيام شهرًا لتجديد التوبة والإكثار من قراءة القرآن، والتسامح والتصافي ونبذ الحسد والأحقاد، ووضع السلاح بين الفُرقاء، ووحدة الأمة والبُعْد عن الخلاف والفُرْقَة، وتعزيز الوسطية والاعتدال.

• وماذا عن الإعلام في المحيط الإسلامي؟

•• أقول لحملة الأقلام، ورجال الإعلام في المحيط الإسلامي: هلموا إلى عقد ميثاقٍ أخلاقي مِهني، يصون المبادئ والقيم، ويحرس المُثُل والشِّيَم، ويُعْلِي صرح الفضيلة، التي انتحبت من الوأد غِيلة، هلموا إلى التصدي للحملات الإعلامية المغرضة، ضد الإسلام وبنيه، وأن يُفعَّل الإعلام الإسلامي، من حيِّز التنظير والنَّجْوَى، إلى واقع الحِرَاك والجَدْوَى، هذا الرجاء والأمل ومن الله نستلهم التوفيق لصالح العمل..

إن حكومة المملكة تكرس قيم الإسلام الوسطي ومنطلقات والاعتدال والتعايش السلمي وتحرص على خدمة الحجاج والمعتمرين باعتباره شرفا كبيرا لها متطلعةً لرضا الله سبحانه. كما أن الحكومة في الوقت الذي تسعى لتنقية صورة الدين الإسلامي؛ ترفض كافة أشكال الإرهاب والتطرف الذي لا يمت بصلة للدِّين الإسلامي الذي تدعو شرائعه لنبذ الإرهاب. وأهيب بوسائل الإعلام في الدول الإسلامية أن تمارس دورها الهام لتصحيح صورة الإسلام الذي يحاول الإرهابيون اختطافه وتعزيز الجهود الإعلامية في الدول الإسلامية لشرح صورة الإسلام الصحيحة البعيدة عن الإرهاب.. إن الوسائل الإعلامية والصحفيين في الدول الإسلامية عليهم مسؤولية كبيرة للدفاع عن الإسلام الحقيقي الذي يرفض الإرهاب ويؤيد الأمن والتسامح، وكما تعلمون أن المملكة تؤدي دوراً رئيسياً لتعزيز التعاون والوحدة والوئام بين الأمة الإسلامية، وعلى جميع المسلمين يجب عليهم إبراز صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عن الحرمين الشريفين.

• وعن رؤيته لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى عقد قمة إسلامية في السادس والعشرين من رمضان تحت شعار: (قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل).

•• بداية أؤكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو رائد التضامن الإسلامي وحريص على تكاتف الدول الإسلامية وتآخيها وتؤازرها والمملكة عنوان للسلم والسلام والحرص على حياة الإنسان وكرامته، وديدنه بذل الغالي والنفيس لرفع المعاناة ومساعدة الشعوب الإسلامية وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية، وهذا السعي الحثيث المبارك من خادم الحرمين الشريفين يسهم أيما إسهام في رقي المجتمعات الإسلامية نحو الكمالات التي جاءت بها الرسالات السماوية. وهذا - ولله الحمد- هو نهج المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. وهذه القمة الإسلامية تعقد في أطهر بقاع الأرض من حيث المكان وفي توقيت هام من حيث الزمان.. ونحن على يقين أن حنكة وحكمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ستؤدي لإنجاح القمة وبدعم ومؤازرة من ولي عهده الذي لايألو جهدا في تعزيز التضامن الإسلامي.