د. حسنين فهمي مترجم رواية «الصبي سارق الفجل» موضحا موقفه من انتقادات المثقفين لاستخدامه العامية المصرية في ترجمة الرواية.
د. حسنين فهمي مترجم رواية «الصبي سارق الفجل» موضحا موقفه من انتقادات المثقفين لاستخدامه العامية المصرية في ترجمة الرواية.
غلاف الرواية
غلاف الرواية
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
رد الدكتور حسنين فهمى حسين مترجم رواية «الصبى سارق الفجل» لأديب نوبل الصيني «مويان» على موجة الانتقادات التى واجهت ترجمة الرواية واستخدام العامية المصرية، والتى أثارت غضبا كبيرا وانزعاجا في الأوساط الثقافية من رداءة الترجمة.

وقال الدكتور حسنين فهمى: فى البداية، الرواية هي أول رواية قصيرة (نوفيلا) لمويان صدرت لأول مرة فى عام 1985 مسلسلة فى إحدى المجلات الأدبية الصينية «مجلة الكتاب الصينيون» والرواية تنتمي للفترة الإبداعية الأولى فى مشوار مويان الأدبي التي كان فيها الكاتب شديد الارتباط بمسقط رأسه والبيئة الريفية التى تجلت بكل ما يميزها في عدد كبير من أعماله، صدرت ترجمتها إلى العربية عن سلسلة الجوائز فى 2015 م، خلال فترة تولي الدكتور سهير المصادفة رئاسة السلسلة.


وأضاف فهمى: «ومن بين السمات الفنية التى ميزت قصص مويان في تلك الفترة الميل الواضح إلى استخدام اللهجة العامية المحلية لمسقط رأسه، وهناك الكثير من الدراسات التى اهتمت بتحليل استخدام مويان اللهجة العامية في أكثر من عمل له ومن بينها «الصبى سارق الفجل» أو «الفجلة الشفافة» كما يترجمها البعض، وهناك بعض الدراسات أفردت صفحات لإحصاء المفردات العامية المحلية التي يستخدمها مويان في أعماله القصصية والتي تنتمى للفترة الإبداعية الأولى في مشواره على وجه الخصوص».

واستطرد مترجم الرواية: «فى ترجمتى لهذه الرواية القصيرة لـ«مويان» عقب فوزه بنوبل الآداب 2012 اخترت استخدام العامية المصرية لترجمة الحوارات بين شخوص الرواية، وقد دار بيني وبين المؤلف نقاشات عديدة في مسقط رأسه، وفي بكين حول اعتماد العامية المصرية في ترجمة الحوار بين الشخصيات، وكما يعلم الجميع أن اعتماد العامية في ترجمة الأعمال الأدبية في مصر وبلدان عربية أخرى، لا يزال بين مؤيد ومعارض، فهناك من يتقبله بحجة الحفاظ على المستوى اللغوي الذي أراده المؤلف لعمله وهناك من يرفض العامية في ترجمة النصوص الأدبية، وشخصيا كانت ترجمة هذه الرواية التجربة الأولى لي في استخدام العامية في حوارات مطولة داخل عمل أدبي لكاتب بحجم «مويان»، وقد أكون وفقت في جزء من عملي ولم يحالفني الصواب في مواضع أخرى، وقد اجتهدت في ترجمة العمل بما فيه الحوارات التي جاءت بالعامية للحفاظ على روح النص الأصل».

وقال الدكتور حسنين: «تبقى الرواية واعتماد اللهجة العامية في ترجمتها تجربة مهمة لي، واستفدت كثيرا من آراء الأصدقاء الذين تناولوا هذا العمل بالنقد والتحليل والوقوف عند اختيار العامية المصرية في ترجمة الحوارات بين شخوص الرواية».

وخلص للقول: «هناك بالطبع تجارب أخرى لاعتماد العامية المصرية ولهجات عامية عربية أخرى في مصر ودول عربية خلال السنوات الأخيرة، منها ما جانبه التوفيق ونال استحسان القراء ومنها عكس ذلك، فالعامية العربية والمصرية على وجه الخصوص على درجة كبيرة من الثراء لأن يتم الاعتماد عليها في ترجمة النصوص الأدبية».