-A +A
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@
أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة أن سماء مكة المكرمة ستشهد يوم الثلاثاء 23 رمضان وقوع الشمس مباشرة فوق الكعبة المشرفة في ظاهرة تسمى التعامد وهو الأول من اثنين هذه السنة، وذلك عند الساعة 12:18 ظهراً بالتوقيت المحلي (9:18 صباحاً بتوقيت غرينتش) وتقترب الشمس من سماء مكة ظاهرياً، عندها يختفي ظل الكعبة المشرفة تماماً، ويصبح ظل الزوال صفراً. وأوضح «أبوزاهرة» أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث نتيجة لموقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر قبة السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوباً إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو.

وقال المهندس ماجد أبوزاهرة: «المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية، وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي». وشدد أبو زاهرة أن ظاهرة التعامد تعتبر من الطرق الفلكية القديمة التي استُخدمت في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة لا تقل في دقتها عن تطبيقات الهواتف الذكية. وأبان «أبوزاهرة» أنه يمكن اختبار طريقة التعامد لتحديد اتجاه القبلة لكل القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في السعودية والدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا، فعلى سبيل المثال عند وضع قطعة من «الخشب» منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، فإن الاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة. وأيضاً تستخدم ظاهرة التعامد في حساب محيط الكرة الأرضية دون أي مساعدة من التكنولوجيا الحديثة، وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة. وختم رئيس الجمعية الفلكية بجدة بأنه من خلال قياس زاوية ظل قطعة مغروسة بشكل عمودي في الأرض وقت التعامد في أية مدينة، وبمعرفة المسافة بين مكة المكرمة وتلك المدينة وبعملية حسابية بسيطة سنحصل على محيط الأرض، وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2200 سنة، وهي تدل أيضاً على كروية الأرض.